التحالف الاستراتيجي المتين.. السعودية والامارات أنموذجا

بن زايد وبن سلمان
بن زايد وبن سلمان

التحالف هو ظاهرة قديمة قدم العصور التاريخية، وهو ظاهرة حتمية تقتضيها طبيعة البيئة الدولية القائمة على تعدُّد القوى وتعدد السياسات والمصالح.

فما المقصود بالحلف؟ ما معنى سياسة التحالف؟ ما هي دوافع التحالف؟ ما هي أنواع التحالف؟

الحلف يُعرِّفه الدكتور محمد بدوي على أنه “اتفاق بين دولتين أو أكثر على تدابير معينة ولحماية أعضائه من قوةٍ أخرى، وتبدو هذه القوة مهدِدة لأمن كل من هؤلاء الأعضاء. وهذا ينطبق تمامًا على التحالف بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.


أما سياسة التحالف فتعني تجمع دولتين أو أكثر في حلف واحد لمواجهة قوة أخرى، وذلك تحقيقًا للتوازن فيما بينهما... يمكن أن نشير هنا إلى مجلس التعاون الخليجي فهو من حيث المضمون يتفق مع ما أشرنا إليه أعلاه.


سياسة التحالف تعني الاعتماد على الأحلاف كأداة من أدوات السياسة بهدف حماية الأمن القومي لهذه الدول والدفاع عن مصالحها الوطنية، على سبيل تشكيل التحالف العربي عام ٢٠١٥م لدعم الشرعية في اليمن ومواجهة المد الايراني الذي كان يهدد جنوب شبة الجزيرة العربية.
تلجأ الدول، عادة، إلى سياسة التحالف استجابة إلى بعض المقتضيات أو الضرورات، لذا فان سياسة التحالف لا تنشأ بسبب دوافع شخصية، بل تنشأ لوجود عدة دوافع موضوعية تُساهم في قيام هذه التحالفات.


ومن هنا يمكننا أن نخلُص إلى مدى أهمية سياسة التحالف على اعتبار أنها خيار سياسي مهم خصوصًا بعد فشل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في تحقيق السلام العالمي والأمن الدولي والإقليمي. إلا أنه يجب مراعاة نقطة مهمة في سياسة التحالف أن لا تلجأ الدول إلى البحث عن أي حليف بأي ثمن كان لأن هذا الأمر قد يعرضها إلى الابتزاز السياسي والاقتصادي، فكما قال ميكيافيلي صاحب نظرية الغاية تبرر الوسيلة: "أن الدول التي تعرض صداقتها على الآخرين تعمل على خفض قيمة الصداقة".

أهم دوافع التحالف ومبرراته


١- ردع الأعداء
٢- السعي إلى زيادة القوة.
أما أنواع الأحلاف فيمكن تصنيفها من حيث قانونية التحالف ومن حيث عدد الأعضاء وكذلك من ناحية هدف التحالف وزمن التحالف وهل هي تحالفات علنية أم سرية وكذلك البعد الجغرافي.

التحالف الاماراتي السعودي:

رغم أنه خيار استراتيجي مشترك، فإنه أيضًا بات يمثل نموذجًا في التضامن  في مواجهة التحديات وصون الأمن والمصالح المشتركة، حيث تحولت هذه العلاقات إلى صمام أمان ليس للبلدين فقط، بل لشعوب دول مجلس التعاون والشعوب العربية جميعها، بما تمتلك السعودية والامارات من ثقل استراتيجي ومكانة إقليمية وتأثير دولي كبير.

التحالف العربي


سعى "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" منذ اليوم الأول لعاصفة الحزم وإعادة الأمل ومراحله اللاحقة إلى منع اختطاف اليمن شمالها وجنوبها وإنهاء التدخلات الإيرانية وعودة الشرعية ورفض انقلاب الحوثي. 


وعندما أكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان أن أمن واستقرار اليمن في أعلى أولويات المملكة، فضلًا عن حرص السعودية والإمارات الدائم على أمن واستقرار اليمن وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، وتنفيذ اتفاق الرياض ومشاورات الرياض، فإنه يكرس مفهوم التعاون والتعاضد بين الرياض وأبوظبي تجاه الأزمة والحرب في اليمن. وسعى التحالف منذ البداية إلى حفظ عروبة اليمن في مواجهة حملة الهيمنة الايرانية والحوثية.


وبغض النظر عن إخفاق التحالف في تحرير الشمال وهو أمر يعود بدرجة أساسية إلا عدم وجود نوايا جادة تتبعها أفعال مقاومة ملموسة من جانب جناح الشرعية في الشمال،  على عكس ما جرى في الجنوب... وبغض النظر عن اتفاق المصالحة بين المملكة وايران أو اية مفاوضات أو اتفاقات ثنائية أو حتى اختلاف أو تضارب في المصالح... تظل الاستراتيجية العامة للتحالف السعودي الاماراتي بشكل عام بما في ذلك بشأن اليمن بجنوبه وشماله راسخة في خطوطها العامة.