دوافع اقتصادية وإستراتيجية: زيارة المستشار الألماني للصين لتأمين مصادر الطاقة

المستشار الألماني
المستشار الألماني في الصين

وصل المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى بكين صباح اليوم الجمعة، في زيارة مثيرة للجدل وسط تصاعد التوتر بين الغرب والشرق، واستغرقت هذه الزيارة بضع ساعات وهي الأولى لزعيم في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع منذ بداية جائحة كوفيد.

لكن زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا واجه انتقادات على خلفية الزيارة، حتى إن أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين.

أزمة طاقة

وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.

من جانبه رحب الرئيس الصيني بالمستشار الألماني أولاف شولتس في أول لقاء له بمسؤول غربي منذ أن ضمن فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة لمدة خمس سنوات الشهر الماضي.

وأعرب شي عن اعتقاده بأن الزيارة "ستعزز الفهم والثقة المتبادلين وتعمّق التعاون العملي في مختلف المجالات وستخلق خططًا سليمة من أجل تطوير العلاقات الصينية-الألمانية في المرحلة المقبلة"، حسب ما نقلت عنه شبكة البث الصينية الرسمية "سي سي تي في".

إن هناك مخاوف تسري من أن الزيارة، قد تكون أثارت قلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل وجودارتباط بين الاقتصادان الألماني والصيني بشكل وثيق، حيث أن العلاقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا ويتّجه اقتصادها نحو الركود.

تسويق منتجات ألمانيا 

وتوفر الصين سوقًا مهما للمنتجات الألمانية، من الآليات وصولًا إلى المركبات التي تصنعها شركات مثل "فولكسفاغن" و"بي إم دابليو" و"مرسيدس بنز"، لذلك سعى المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارته الصين، إلى الحفاظ على توازن دقيق بين تطوير علاقة اقتصادية محورية، وعدم الافراط في الاعتماد على بلد يعزز فيه الرئيس شي جينبينغ إحكام قبضته على السلطة.

إن حساسية العلاقة مع الصين أبرز برزت حساسية الشهر الماضي، مع اندلاع خلاف بشأن السماح لشركة "كوسكو" الصينية العملاقة في مجال الشحن البحري، بالاستحواذ على حصة في ميناء هامبورغ الألماني، في الوقت الذي يرى فيه بعض أطراف الحكومة أن تعزيز العلاقة الاقتصادية مع الصين هو خطوة بالغة الأهمية، خصوصا في وقت تعاني برلين من تبعات أزمة الطاقة عالميا ويتجه اقتصادها، الأكبر في أوروبا، نحو الركود.

وإن ما يعزز ذلك أن المستشار الألماني لا يؤيد القطيعة في العلاقة مع الصين، لكنه ينادي أيضا بـ "التنويع وتقليل المخاطر" إلى حدها الأدنى، وإلى أن يتم ذلك، يبقى التداخل بين الاقتصادين الألماني والصيني متشعبا.

الخلاصة:

كذلك الصين هي سوق أساسية للمنتجات الألمانية، خصوصا لعمالقة صناعة السيارات وهي علاقة ترتبط عضويا بالكثير من الوظائف في أكبر اقتصاد أوروبي، وبالتالي فإن هذه الزيارة هي محاولة من ألمانيا لضمان مصالحها بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.