الثلاثاء 23 أبريل 2024
booked.net

أزمة بين إيران وأذربيجان سببها إسرائيل.. ما القصة؟

أزمة بين إيران وأذربيجان
أزمة بين إيران وأذربيجان سببها إسرائيل.. ما القصة؟
تفتح إيران على نفسها أكثر من جبهة عسكرية في صراعها مع القوى المتناحرة معها، حيث كان أخر تلك الصراعات ما تم الإعلان عنه من مناورات عسكرية إيرانية على الحدود مع أذربيجان، في الوقت الذي يزداد فيه التواجد الإسرائيلي على الحدود الإيرانية الأذربيجانية بدعم من حكومة أذربيجان، التي باتت ملجأ لإسرائيل لإقامة علاقات استراتيجية معها على حدود إيران التي تناصب إسرائيل العداء. وأعلنت إيران خلال اليومين الماضيين عن إجراء مناورات عسكرية على الحدود مع أذربيجان، حيث اشتكت حكومة أذربيجان من أن القوات الإيرانية دخلت إلى حدودها وعمقها خلال إجراء تلك المناورات والتدربيات، فيما لجأت إيران إلى إطلاق تهديدات بملاحقة الوجود الإسرائيلي على حدودها.فتور العلاقات الإيرانية الأذريةوتشهد العلاقات بين إيران وأذربيجان فتوراً وأحياناً توتراً ملحوظاً، بسبب الاتهامات المتبادلة التي يطلقها مسؤولو البلدين، وفي مقدمتهم الرئيس إلهام علييف، الذي تحدث "عن توغل عربات عسكرية إيرانية داخل الأراضي الأذربيجانية، خلال مناورات عسكرية إيرانية قرب الحدود المشتركة"، وهو ما كذّبه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده. ;الفتور والتوتر ظهرت بوادرهما خلال الحرب الأذربيجانية - الأرمينية العام الماضي، عندما تحدثت المعلومات عن دعم إسرائيلي واسع ومكثّف للجيش الأذربيجاني، جنباً الى جنب مع الدعم التركي، اللذين أسهما في الانتصار الذي حقّقه الجيش الأذربيجاني. ;وكان هذا الانتصار الذي أسهمت فيه تل أبيب عبر بيع باكو طائرات مسيّرة وتكنولوجيا تجسّس تعمل عبر الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية سبباً كافياً لمزيد من التنسيق والتعاون بين البلدين، حيث تحدثت المعلومات الصحافية عن قيام "إسرائيل" بإنشاء قواعد ومحطات رادارات قرب الحدود مع إيران لمراقبة التحركات العسكرية الإيرانية ورصد الصواريخ الإيرانية في حال إطلاقها صوب "إسرائيل"، فيما تعمل شركات إسرائيلية على إقامة مشاريع زراعية وصناعية شبيهة بنظام المستوطنات اليهودية جنوب أذربيجان، وعلى بُعد 50 كلم من الحدود مع إيران. ;الوجود الإسرائيلي قرب إيرانأزعج ذلك طهران التي ترى في هذا الوجود الإسرائيلي، بمختلف أشكاله العسكرية والاستخبارية، خطراً على أمنها القومي، وخاصة مع المعلومات التي تتحدث عن دور الموساد في استفزاز المشاعر القومية لدى الآذريين من مواطني إيران، وهم يعيشون قرب الحدود مع أرمينيا وأذربيجان، وعددهم نحو ثلاثين مليوناً، مقابل ثمانية ملايين هم سكان أذربيجان. ;هذا الاستفزاز الإسرائيلي يرافقه تحريض بعض الأوساط القومية التركية لآذريي إيران، باعتبار أنهم من أصول تركية، مع الإشارة إلى أن ما لا يقل عن 90% منهم من الشيعة، وولاءهم للدولة الإيرانية، فيما مواطنو أذربيجان 80% ;منهم هم من الشيعة، ولا يُخفون عدم ارتياحهم، بل قلقهم من المقولات الاستفزازية في الإعلام الأذربيجاني، والحديث عن التآمر الإسرائيلي من أراضيهم على إيران. ;وتغطي أذربيجان 60% من حاجة "إسرائيل" إلى البترول الذي يصل إلى ميناء جيهان التركي بواسطة الأنابيب، ويجري نقله إلى ميناء حيفا بناقلات النفط التي يقال إن مالكيها هما نجل الرئيس رجب طيب إردوغان ونجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم. ;توترات على الحدودومع تصاعد التوترات، أجرت القوات البرية في الجيش الإيراني، الجمعة الأول من أكتوبر مناورات عسكرية بالقرب من حدود جمهورية أذربيجان، وأدلى مختلف المسؤولين الإيرانيين بتصريحات شديدة اللهجة ضد هذا البلد، وكذلك ضد إسرائيل، ; ;وتزامنًا مع التحركات العسكرية الإيرانية، أعلن وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان أيضًا عن استعداد بلاده لحل أزمة قره باغ سلميًا. وأضاف ميرزويان، ;أن بلاده مستعدة للعودة إلى التسوية السلمية لأزمة إقليم قره باغ، وكان قد أعلن ذلك الأسبوع الماضي خلال اجتماع مع نظيره الأذربيجاني في نيويورك بوساطة مجموعة مينسك. وجرت مناورات القوات البرية للجيش الإيراني، واكتفى قادة هذه القوة بالإعلان عن إجراء هذه المناورة العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية لإيران دون ذكر المكان الدقيق للمناورات. وأكد علي حاجيلو، قائد مقر شمال غرب البلاد التابع للجيش الإيراني، أن بلاده "ترفض التغييرات في حدود دول المنطقة"، وقال "كانت هناك فترة من الصراع بين دول الجوار وانتهت الآن .. اليوم هو وقت السلام والأمن وإعادة إعمار الأراضي المحررة من الاحتلال" وكذلك وقت طرد إسرائيل من المنطقة". كما دعم قائد القوات البرية التابعة للجيش، كيومرث حيدري، ضمنيًا أرمينيا خلال المناورات، قائلاً: إن إيران لن تسمح باحتلال حدود الدول "الضعيفة". وقال: "يجب الحفاظ على جميع الحدود القانونية، والضعف المحتمل لدولة ما في الحفاظ على حدودها لا يعني أن تقوم دولة أخرى بمساعدة الأجنبي بتغيير الحدود، ولن تسمح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بذلك". كما هاجم حيدري إسرائيل، واصفًا إياها بـ "عنصر غير مدعو في المنطقة"، قائلا: "منذ مجيء هذا النظام، زادت حساسيتنا تجاه هذه الحدود ويتم مراقبة أنشطته فيها بشكل كامل". بالإضافة إلى القادة العسكريين، هاجم عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام المقربة من المرشد الإيراني، جمهورية أذربيجان وإسرائيل. فيما وصف عبد الله كنجي، رئيس تحرير صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، جمهورية أذربيجان بـ "المنفصلة عن إيران" وكتب على تويتر: "حتى الآن، احترمنا حكامها واعترفنا بها"، لكن عليهم أن يدركوا أنه لا يمكنهم فرض كلمتهم عبر القوة الاستيجارية"، في إشارة إلى التعاون الإسرائيلي الأذربيجاني. كما قال محمد حسيني، مساعد الرئيس الإيراني في الشؤون البرلمانية، إن مناورات "فاتحو خيبر" بالقرب من حدود أذربيجان هو تحذير لإسرائيل، قائلاً إن اسم المناورات "تم اختياره بذكاء تام" لأن الرسول "أفشل مؤامرة قادة اليهود بفتح خيبر".