كيف دخل قادة الأديان على خط أزمة المناخ؟

كيف دخل قادة الأديان
كيف دخل قادة الأديان على خط أزمة المناخ؟
لم تعد قضية المناخ والاحتباس الحراري مسألة مناقشات على مائدة رؤساء العالم فقط، بل إن رجال الدين دخلوا على خط الأزمة في ظل التغييرات المناخية المطردة على مستوى ; العالم، نتيجة بعض الممارسات البشرية التي ترفضها الأديان وكذلك لحماية الكرة الأرضية. ومن أجل ذلك أعلنت الفاتيكان عن مؤتمر لكافة الممثلين عن الأديان السماوية الثلاث، بحضور شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان، ووجها نداءً مشتركاً، خلال لقاء عقد في الفاتيكان الاثنين، بعنوان "الإيمان والعلم: نحو مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي COP26".وخرجت الوثيقة إلى النور بعد أشهر من النقاش بين قيادات دينية ومجموعة علماء، بحثوا في التحديات التي تهدّد مستقبل البشرية والبيئة، ودور الجماعات الدينية في تقديم الحلول.وشارك في اللقاء إلى جانب البابا فرنسيس، وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، ممثلون عن طوائف مسيحية عدّة، وعن المسلمين الشيعة، واليهودية، والهندوسية، والسيخية، والبوذية، والكونفوشيوسية، والطاوية، والزرادشتية، والجاينية، وغيرها.ومع تفاقم المخاطر المناخية خلال العقود الماضية، باتت القيادات الدينية مطالبة بلعب دور في الملف البيئي، نظراً لتأثيرها المعنوي على ملايين البشر، ليس فقط على المستوى الروحي، بل أيضاً في أنماط حياتهم، وعاداتهم اليومية.وشعرت المؤسسات الدينية بأنها أمام مسؤولية أخلاقية، لتثبيت موقفها من حماية "خليقة الله"، وللدفع نحو عالم أكثر مساواة، لا يتحمل فيه الفقراء التبعات الكارثية لعدم قدرة الدول الغنية على احتواء تدهور حالة المناخ. ;وخلال جائحة كورونا، برزت أهمية التضامن بين القادة الروحانيين والدينيين والعلماء والهيئات الصحية، بعدما كانت بعض الجماعات الدينية الرافضة للتباعد الاجتماعي قد لعبت دوراً سلبياً، وتحولت اجتماعاتها أحياناً إلى بؤر لنشر المرض.وقد لعبت بعض القيادات الدينية دوراً في التأثير على خيارات أتباعها الصحية، والتزامهم بالحجر والتباعد الاجتماعي، من خلال إلغاء المناسبات والصلوات الجماعية من شرق العالم إلى غربه، في حين كان انتشار الفيروس فاتكاً وسط بعض الجماعات المتشددة التي رفضت الالتزام بالقيود الصحية.كذلك الأمر بالنسبة للقاحات، إذ حثّ القادة الروحيين أتباعهم على عدم الاستجابة للأخبار الكاذبة والدعايات المضللة التي انتشرت في أوساط جماعات دينية عدّة، خصوصاً مع تقديم ورقة الحريات الدينية في دول مثل الولايات المتحدة كعذر لعدم أخذ اللقاح.ويبدو أنه يمكن البناء على تجربة دور المؤسسات الدينية خلال الوباء، في التعويل على الأثر المعنوي للقادة الدينيين في التوعية حول التحديات البيئة والصحية والعلمية، خصوصاً أن بعض ناكري تغير المناخ على سبيل المثال، يبررون موقفهم بقناعات دينية محافظة، ;لكن الأمر يتجاوز حدود الأثر المعنوي والروحي، فالمؤسسات الدينية الرسمية حول العالم، مطالبة بتحمل مسؤوليات اقتصادية ولوجستية ومادية.ويمكن أن تكون الكنائس والمساجد والجمعيات الخيرية من أبرز المستثمرين في الطاقة البديلة. كذلك يطلب منها سحب استثماراتها من شركات النفط والغاز، وتقديم تبرعات للمشاريع البيئية في المدن والقرى حيث تنشط.