خلافات في بيت الإخوان.. هل ينتهي التنظيم؟

خلافات في بيت الإخوان..
خلافات في بيت الإخوان.. هل ينتهي التنظيم؟
يشهد تنظيم جماعة الإخوان خلافات كبيرة وقعت خلال الأيام الماضية بعد الإنشقاقات التي ظهرت للعلن بين أفراد الجماعة مؤخرا. بداية الخلافات كانت عندما أعلن فريق الأمين العام السابق لجماعة الإخوان محمود حسين من داخل إسطنبول انشقاقه على جبهة لندن، التي يقودها القائم بأعمال المرشد العام للإخوان إبراهيم منير، قبل أن تتفاقم الأزمة بإعلان جبهة حسين تنصيب القيادي الإخواني مصطفى طلبة قائماً بأعمال المرشد، وعزل منير من منصبه. وقالت تقارير إن جبهة إبراهيم منير، وإن كانت لا تزال الأقوى ومدعومة من مكاتب الإخوان في الصومال وبريطانيا وماليزيا، إلا أنها تواجه احتكاكا غير مسبوق وغير معلوم عواقبه، ولا سيما أن العديد من المكاتب الإقليمية للتنظيم الدولي دعمت جبهة محمود حسين، منها مكتبا سوريا وتركيا وما يعرف برابطة الإخوان المسلمين بالخارج، فضلاً عن أن اختيار جبهة حسين لمصطفى طلبة لمجابهة منير يعتبر ضربة قاصمة، باعتبار أن الأخير من القوى المالية الكبرى التي لا يستطيع إبراهيم منير تجاوزها دون خسائر في مكاتب التنظيم المنتشرة حول العالم. ومن بين الخلافات ما نطق به أسامة سليمان متحدث جماعة الإخوان، عن جبهة محمود حسين ووصفهم بالمرتدين المنافقين سحرة فرعون، وكذلك ما أعلن عنه الدكتور محمد الدسوقي عضو مجلس شورى الإخوان العام، من اتهامات لجبهة محمود حسين بتزوير محضر جلسات المجلس، وأمره جماعة الإخوان بالصبر على أمير الجماعة إبراهيم منير حتى لو كان له بعض الأخطاء فكل إنسان يخطئ ويجب أن نصبر عليه ونصحح له. وكشف مراقبون السيناريوهات التي تنتظر الأزمة بين قيادات الإخوان، في ظل معركة جبهة لندن وإسطنبول، بما في ذلك مراوحة الأزمة وبقائها عند مستوياتها الحالية، أو بدء جهود وساطة بقيادة رموز إخوانية تاريخية لإنجاز مصالحة توافقية بين الجناحين المتصارعين، حسم الخلافات لصالح الفريق في بريطانيا. المراقبون أشاروا إلى أن "تصاعد الخلافات بين تياري قيادات التنظيم الدولي في أنقرة ولندن تمثل محطة جديدة، من المؤكد أنها ستؤثر على مسارات ومستقبل جماعة الإخوان، وترقى لدرجة وصفها بأنها زلزال جديد، هز قيادة التنظيم الدولي للجماعة، ولا يستبعد أن يمتد عبر هزات ارتدادية أخرى ليشمل التنظيمات القُطرية للإخوان، ليس في مصر فحسب، بل وكافة تنظيمات الإخوان في شمال إفريقيا والمشرق العربي". ورجح الخبراء أن "تتواصل الأزمة وتتوسع الخلافات دون قدرة أي من الطرفين على حسم الأمور لصالحه، لا سيما وأنهما يعتمدان مقاربة "كل شيء أو لا شيء"، ويستند كلاهما على مرجعيات مشتركة قوامها الإقصاء الكلي والقضاء على الطرف الآخر". وحول المنتصر في النهاية، قال الخبراء: "يبدو أن مسارات الصراع تسير وفقا لهذه المقاربة حال استمرارها لصالح تيار منير، استنادا لعامل حاسم في الخلافات التاريخية الإخوانية وهو أن من يملك مالية التنظيم ستكون له الغلبة، بالإضافة لاستثمارات أخرى عبر قائمة من الشركات والمؤسسات التي تعمل في الأسواق بما فيها أسواق العقار، وهو ما يفتقده تيار تركيا الذي يعتمد في تغطية نفقات التمويل على قيادة لندن، بما في ذلك رواتب وامتيازات قياداته وتكاليف منصاته الإعلامية". ;