بعد إفراج الحوثي عنه.. من هو اللواء محمود الصبيحي رجل الحرب والسلام؟
تتم اليوم الجمعة، المرحلة الأولى من عملية تبادل المحتجزين بين الحكومة في عدن وبين مليشيات الحوثي، والتي من بينهم اللواء الركن محمود سالم الصبيحي وزير الدفاع اليمني السابق، بعد حوالي 8 سنوات قضاهم في سجون الجماعة.
وولد اللواء الركن محمود سالم الصبيحي في 1948، في بلدة هويرب بمديرية المضاربة في محافظة لحج، تخرج من الكلية العسكرية في عدن عام 1976.
وهو من أهم الضباط اللذين حصلوا على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من أكاديمية فرونزا التابعة للاتحاد السوفيتي عام 1982.
تم تعيينه كمدير بديوان وزارة الدفاع في عدن في الفترة من 1976 حتي 1978، وبعدها أركان حرب وظل في هذا المنصب أربع سنوات من الفترة 1982 حتى 1986.
أما في عام 1988، قامت القيادة الجنوبية بتعيين اللواء الصبيحي قائدا للكلية العسكرية واستمر في منصبه حتى 1990 عقب الوحدة مع الشمال ودمج المؤسسات العسكرية ليعين بعدها نائبًا لمدير الكلية الحربية اليمنية لمدة عامين.
وفي عام 1994، ظهرت قوته العسكرية وثباته أثناء الدفاع عن الجنوب عندما تم اجتياحه، ولكنه دفع نتيجة موقفه هذا ثمنًا غاليًا فقد ظل حوالي 15 عامًا خارج بلاده وبعيدًا عن أسرته.
ولكن في عام 2009، عاد الصبيحي إلى اليمن، وتم تعيينه مستشارًا عسكريًا للرئيس اليمني الأسبق الراحل علي عبد الله صالح.
وفي عام 2010، عين الرئيس الأسبق صالح، الصبيحي قائدًا لمحور العند، ومنحه رتبة "لواء" بعد عام من وصوله ثم عينه قائدا للواء 201 ميكا في مارس 2011.
أما في عام 2013، بعدما تم تعيينه قائد للمنطقة العسكرية الرابعة، قام بتشكيل اللجان الشعبية والتي قصمت ظهر تنظيم القاعدة بعد أن حاول تأسيس أولى إماراته انطلاقا من مدينة زنجبار في أبين.
وعقب انقلاب مليشيات الحوثي في 21 سبتمبر 2014، سارع الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي بتعيين اللواء الصبيحي وزيرا للدفاع في 9 نوفمبر 2014، بعد أن فككت المخابرات الإيرانية والحوثية وزارة الدفاع وبدأت بالتمدد صوب الجنوب.
فعاد الصبيحي إلى مسقط رأسه ليشكل أول سياج عسكري لحماية تعز والجنوب من تمدد مليشيات الحوثي، إلا أن الخيانات كانت تحاصره من كل جانب.
وفي فبراير 2015، سقط الصبيحي أسيرا في كمين غادر ما زالت تفاصيله غامضة حتى اليوم، هو وقادة عسكريين بارزين وهم اللواء فيصل رجب واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني السابق، وظل الصبيحي وزيرا للدفاع من معتقله حتى أواخر 2018، وبعدها تم تعيين محمد المقدشي وزيرا للدفاع لتسمح حينها مليشيات الحوثي له بإجراء أول اتصال هاتفي.
والصبيحي هو أحد القادة العسكريين والسياسيين المشمولين بالقرار الأممي 2216 الذي يلزم مليشيات الحوثي باطلاق سراحه، لكن المليشيات رفضت إطلاق سراحه خلال 4 جولات تفاوض وظلت تتخذه ورقة ضغط لابتزاز المجتمع الدولي، ولكنه سيكون ضمن عملية تبادل الأسرى التي تتم اليوم.
وانطلقت اليوم الجمعة، المرحلة الأولى من عملية تبادل المحتجزين بين الحكومة ومليشيا الحوثي، والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك برعاية مشتركة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويجري في اليوم الأول من هذه المرحلة، نقل وتبادل عدد من المحتجزين عبر مطاري عدن وصنعاء، بينهم اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي المشمولان بقرار مجلس الامن الدولي.