ماعت تطالب بالتوقف الفوري عن الاشتباكات العسكرية في السودان
تدين مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بشديد اللهجة الاشتباكات المسلحة بين الأطراف العسكرية في السودان، وتُحمّل جميع الأطراف المسؤولية الكاملة لوقف هذه العمليات فورًا لإنقاذ السودان من المصالح الشخصية التي تخيم على واقع ومستقبل السودان منذ ثورة 2019.
وتشجب مؤسسة ماعت التطورات العسكرية التي لم تلبث أن انتقلت للمدنيين وأصابت وقتلت عددًا منهم، بالإضافة للتوجه للسيطرة على المؤسسات المدنية غير العسكرية، في مخالفة واضحة للدستور والقانون وكافة الأعراف الدولية التي تطالب بإخراج الأعيان المدنية عن الاشتباكات المسلحة.
وتحمل ماعت المسؤولية كاملة للأطراف المتشاحنة في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين في مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وتؤكد على ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فورى. وتطالب ماعت بتحقيقات فورية للمسؤولين عن سقوط هؤلاء المدنيين.
وتحذر مؤسسة ماعت من أن نتيجة استمرار هذه الاشتباكات بين الأطراف لا يُنبئ إلا بـ "حرب أهلية" لطالما كان الشعب السوداني الأبيُّ يحاول تجنبها، لكنه يُجَر إليها من أطراف عسكرية لا تُقدر مدى حساسية المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد.
وصرح أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت، بضرورة العودة لطاولة المفاوضات والنظر للاستقرار السياسي كأولوية، وتخطي حالة الانسداد والانقسام بين القوى والأطراف السودانية "عسكرية أو مدنية" على مدى أربع سنوات. وطالب باستمرار مرحلة التفاوض على الإصلاح الأمني والعسكري كما نص على ذلك اتفاق جوبا 2020، دون أن يكون نتيجة الخلاف في النقاش صدام عسكري مسلح بين أطرافه.
وأكد "عقيل" على كافة الأطراف لاستلهام الدرس مما حدث في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي خصوصا في الدول التي سقط فيها الجيش الوطني والتي لم تقم لها قائمة بعد أكثر من عقد من الزمان، ولم تنهي أي تدخلات خارجية دوامات الصراع السياسي.
وحثّت منظمة الصحة العالمية جميع أطراف النزاع في السودان على احترام حيادية الرعاية الصحية، وضمان الوصول غير المشروط للمصابين إلى المرافق الصحية، واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وحماية الجرحي والمرضى والمدنيين والعاملين الصحيين وسيارات الإسعاف والمرافق الصحية.
وأوضحت المنظمة أن الاشتباكات في الخرطوم عرقلت وصول الأطباء والممرضات والمرضى وسيارات الإسعاف إلى المرافق الصحية، فضلًا عن تعريض حياة المصابين والمرضى للخطر، مبينة أنها ترصد وتقيّم حاليًا الاحتياجات والموارد الصحية في الخرطوم والمدن المتضررة الأخرى، لضمان توجيه الإمدادات المحدودة إلى المناطق الأشد احتياجًا.
وأشارت إلى أن الإمدادات والسلع المنقذة للحياة التي وزعتها على المرافق الصحية قبل هذا التصعيد قد استنفذت، مضيفة أنها أبلغت عددًا من المستشفيات في الخرطوم التي تستقبل المصابين عن نقصٍ في الدم ومعدات نقل الدم والسوائل الوريدية والإمدادات الطبية، وكذلك نقص الكوادر الطبية المتخصصة، بما في ذلك أطباء التخدير، وانقطاع الكهرباء الذي يؤثرعلى عمل المرافق الصحية، مع نقص الوقود لمولدات المستشفيات.
وتواصل المنظمة العمل مع السلطات الصحية في السودان لسد الثغرات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية، لا سيما علاج الصدمات والإصابات.
وأجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مساء أمس الأحد اتصالًا هاتفيًا بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، وذلك لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الموقف في السودان.
وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للجامعة جمال رشدي في تصريح له أن أبو الغيط أبلغ جوتيريش خلال الاتصال بموقف مجلس الجامعة الصادر أمس من ضرورة وقف التصعيد ووقف إطلاق النار، واستعادة الهدوء في السودان بأسرع وقت.
وأشار المتحدث إلى أن أبو الغيط عبر كذلك عن استعداد الجامعة العربية للعمل سويًا مع الأمم المتحدة؛ لتحقيق وقف فوري للاشتباكات المسلحة وحقن الدماء، والحيلولة دون المزيد من تدهور الأوضاع.
واستمع أبو الغيط لتقييم الأمين العام للأمم المتحدة للموقف، واتفقا على ضرورة تكثيف الاتصالات مع القيادات المتقاتلة من أجل وضع حد للمواجهات.وأعلنت القوات المسلحة السودانية موافقتها على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولمدة ثلاث ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم، على أن لا ُيلغي ذلك حقها في الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل المليشيا المتمردة.
وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس اليوم مقتل ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي خلال اشتباكات في دافور (غرب السودان) أمس السبت.
وأشار إلى أن الموظفين الثلاثة قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت في كبكابية بشمالي دارفور أمس وذلك "أثناء أدائهم لواجبهم".
وأدان بيرتس الهجوم على موظفي الأمم المتحدة والأصول والمباني التابعة لمنظمات الإغاثة في دارفور.
ونقل بيان للبعثة عن بيرتس قوله: أشعر بالانزعاج الشديد من التقارير التي تفيد بأن مقذوفات أصابت منشآت الأمم المتحدة ومبانٍ إنسانية أخرى، بالإضافة إلى تقارير عن نهب مباني الأمم المتحدة وغيرها من المباني الإنسانية في عدة مواقع في دارفور.
وأجرى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، اتصالين هاتفيين، مع كلٍ من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وجرى خلال الاتصالين بحث الأوضاع الراهنة في جمهورية السودان، حيث أكد وزير الخارجية السعودي على دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق.
وشدّد وزير الخارجية السعودي خلال محادثاته مع الطرفين، على أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري، الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق.