مستقبل إيران في اليمن بعد نجاحات "الانتقالي" و"اتفاق بكين"
يشوب الدور الإيراني في اليمن نوع من الغموض في ظل تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى طبيعة ما أسفر عنه الاتفاق السعودي الإيراني الموقع في مارس الماضي.
وبرزت عدة تساؤولات حول الدور الإيراني في اليمن في ضوء استمرار المجلس الانتقالي الجنوبي في خطواته لاستعادة دولة الجنوب، وانحسار الدور الايراني في اليمن بعد الاتفاق السعودي الايراني الموقع في بكين وبرعاية صينية.
الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه من بكين في 10 مارس 2023م، في بيان مشترك، أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وإعادة فتح السفارتين المغلقتين منذ 2016، في غضون شهرين.
تطبيع العلاقات وفتح شراكة
هذه الخطوة لن تقتصر على مجرد إعادة تطبيع العلاقات دبلوماسيا بين السعودية وإيران، وإنما تسعى لفتح المجال لشراكة أوسع في مجالات متعددة، دبلوماسية وأمنية واقتصادية بالأخص، ما سيسهم في تخفيف حالة الاستقطاب الدولي بين الداعمين للسعودية والموالين لإيران في المنطقة العربية، ويساعد على حلحلة الأزمات في كل من اليمن ولبنان وبدرجة أقل في سوريا.
لكن من السابق لأوانه الحديث عن شراكة استراتيجية بين البلدين في ظل تشعب وتعقد الملفات الخلافية بينهما، ما يتطلب خطوات إضافية لتعزيز الثقة المفقودة.
يحاول البعض الربط بين الاتفاق السعودي الإيراني الأخير وبين جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لاستعادة دولة الجنوب.
الواقع أن الاتفاق السعودي الإيراني يمكن أن يؤثر إيجابيًا على التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار مع الحوثيين ومن ثم الحل السياسي النهائي الشامل والعادل.
لكن هذا مرتبط بمدى جدية ومصداقية إيران في وقف الدعم العسكري والمالي والاستخباراتي للحوثيين وممارسة ضغوط سياسية ملموسة ومؤثرة على جماعة الحوثيين لاقناعهم أو إجبارهم للجنوح إلى السلم وانتهاج الواقعية السياسية في التعامل مع الداخل وخاصة مع الجنوب.
أما ما يتعلق بالجنوب وهدف استعادة دولته التي يتصدر قيادتها المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في 4 مايو 2017م فذلك هدف استراتيجي لكل الاحتجاجات والحركات الجنوبية من حرب ١٩٩٤م.
مسار المجلس الانتقالي الجنوبي
وفي نفس الوقت فإن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تسير في خطين متوازيين الأول خط بناء مؤسسات الدولة الجنوبية والتحرك السياسي والدبلوماسي والإعلامي خارجيًا، والثاني خط دعم التحالف العربي بموجب إعلان الرياض لنقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني الذي حدد هدفه الرئيسي بالتعامل مع الحوثيين سلما أم حربا.
ومن اللافت أن الجنوبيين يحققون تحت قيادة المجلس الانتقالي وعلى رأسه عيدروس الزبيدي، نجاحات عظيمة وتاريخية منها ما تحقق من حوار وتشاور وإجماع جنوبي غير مسبوق خلال الفترة 4 إلى 8 مايو الجاري والتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي وإعادة هيكلة هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بما يستوجب لمرحلة توحيد صفوف القوى والشخصيات الجنوبية واستيعابها.
هذه النجاحات زادت من رصيد المجلس شعبيًا في الداخل وسياسيًا في الخارج وهو ما عبر عنه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والسفير البريطاني والمبعوث الأمريكي.