قصة احتفالين في مايو بين الشماليين والجنوبيين في ٢١ و٢٢ مايو بين التناقض والانقسام
احتفل الجنوبيون بيوم ٢١ مايو، ففي مثل هذا اليوم من عام ١٩٩٤م أعلن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض أثناء حرب ١٩٩٤م عن فك ارتباط الجنوب الذي كان يسمى قبل الوحدة في ٢٢مايو ١٩٩٠م "جمهورية اليمن الجنوبية للشعبية" وعاصمتها عدن، وقبل ذلك أي قبل الاستقلال عن الاحتلال البريطاني كان يعرف بالجنوب العربي... بينما كان الشمال اليمني الذي يسمى "الجمهورية العربية اليمنية" عاصمتها صنعاء، اعلن البيض في هذا اليوم فك ارتباط الجنوب بالوحدة اليمنية والعودة إلى دولة الجنوب... لكن نظام صنعاء واصل الحرب لاجتياح الجنوب بالقوة العسكرية وسط تخاذل ودعم اقليمي وضوء اخضر أمريكي.
فيما احتفل الشماليون بيوم ٢٢ مايو في ذكرى إعلان الوحدة بين الدولتين عام ١٩٩٠م.
هذا التناقض الصارخ في الاحتفال بهذين اليومين يؤكد حقيقتين متناقضتين:
الحقيقة الأولى أن الجنوبيين يرفضون رفضا قاطعا البقاء في وحدة القوة والدم والحرب، ويناضلون منذ عام ١٩٩٤م أي بعد حوالي ٤ أعوام على تحقيق الوحدة اليمنية...يناضلون ويعملون على الأرض بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى رأسه اللواء عيدروس الزبيدي من أجل استعادة دولة الجنوب.
الحقيقة الثانية أن الشماليين يصرون على استمرار الوحدة بأي وسيلة بما فيها الحرب رغم رفض الجنوبيين لها ورغم سيطرة الحوثيين الموالين لإيران على الشمال وسعيهم الحثيث لاستعادة النظام الإمامي المتخلف الذي كان سائدا في الشمال اليمني باسم المملكة المتوكلية الهاشمية اليمنية منذ ١٩١٨ وحتى ١٩٦٢.
إصرار الشماليين على الوحدة مرده ليس لأسباب قومية أو دينية بل لأسباب تتعلق بمصلحة الشمال في الاستحواذ على ثروات الجنوب الأقل سكانا والاكبر مساحة...والعكس صحيح لدى الجنوبيين حيث يرون أن مصلحتهم في استعادة دولتهم وعدم البقاء في وحدة حولتهم إلى اقلية سكانية تعاني من الإضطهاد السياسي والاستعماري والعوز والفقر والحروب التي يخوضها الشمال ضد الجنوبيين سواء كان في عهد علي عبدالله صالح أم في عهد الإخوان أم في عهد الحوثيين الذين يسيطرون على الشمال منذ عام ٢٠١٤م.