فضل الأشهر الحرم.. 5 فضائل من القرآن والسنة انتبه لها

فضل الأشهر الحرم، وممنوعات الأشهر الحرم، من الأمور الدينية التي ينبغي الانتباه لها في الوقت الحالي، بالتزامن مع دخول شهر ذو القعدة والاستعداد لبدء موسم الحج في شهر ذي الحجة بعد أسابيع قليلة من الآن، ولذلك سيكون الأولى بالمسلم التعرف على حرمة هذه الأشهر، ولماذا حُرم القتال فيها، وما هي الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم؟

فضل الأشهر الحرم

يتضح فضل الأشهر الحرم وهي الشهور الأربعة الثابتة في التقويم الهجري من خلال ذكرها في القرآن الكريم، وذكرها في بعض الأحاديث النوبة الصحيحة كالتالي:

فضل الأشهر الحرم في الأحاديث النبوية

الأشهر الحرم هي "رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم"، وفي الحديث الشريف روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَة مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".

فضل الأشهر الحرم في القرآن الكريم

أما فضل الأشهر الحرم في القرآن الكريم، فهو وارد في سورة التوبة في قول الله تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".

فضل الأشهر الحرم في التفسير

وفي تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآية من سورة التوبة قال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظّم الله، فإنما تُعَظم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل.

يوم عرفة ويوم النحر

ومن فضل الأشهر الحرم أيضا، وقوع أعمال الحج في هذه الأشهر، حيث احتوائها على يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم القر، وأيام التشريق، وهي من أعظم الأيام عند الله، وعيد أهل الإسلام، وقد روى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَعَالى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ".

صيام شهر الله المحرم 

وما يتضح في فضل الأشهر الحرم أيضا، صيام شهر الله المحرم فيها، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ"، وفيها: يوم عاشوراء الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر السنة الماضية"، وهو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه.

ممنوعات الأشهر الحرم

تتميز الأشهر الحرم بخصائص عديدة حيث يستحب فيها ذكر الله، ويمنع فيها الكثير من الأفعال كالتالي:

الظلم

يُمنع ظلم النفس بارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم، حيث قوله تعالى " فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"، وذلك لأن الذنب في هذه الأشهر أبلغ في الآثم عن غيره في الشهور الأخرى، والظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا.

القتال

من الأمور المحرمة أيضا في الأشهر الحرم، القتال وذلك ليكون المسلمين في مأمن أثناء تأدية مناسك الحج، ففي شهر ذي القعدة يبدأ المسلمون في التوافد على مكة، وفي شهر ذي الحجة يؤدون المناسك، وفي شهر المحرم يعود الحجاج لبيوتهم، وفي شهر رجب يؤدي المسلمون شعائر العمرة، ولذلك حرم القتال في الأشهر الحرم عملا بالنصوص الشرعية الواردة في ذلك.

ومن أهم الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في الأشهر الحرم، الصيام والصلاة وتلاوة القرآن والصدقة الجارية، وزيارة المرضى والتوبة والاستغفار والعمل الصالح بشكل عام.