مناسك العمرة من الإحرام والطواف وصولًا إلى السعي.. مدة المناسك بالتقريب
مناسك العمرة هي الشعائر التي يؤديها المسلمون عند زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وتتضمن العمرة العديد من الأعمال الروحانية والطقوس الدينية، وتتبع نفس الخطوات الأساسية التي يتبعها الحجاج في أداء فريضة الحج، مع إضافة بعض الأعمال واقتصارها على الحج فقط مثل الوقوف على جبل عرفة وغيرها من خطوات الحج، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على مناسك العمرة فقط.
مناسك العمرة
تحظى مناسك العمرة بأهمية دينية كبيرة في هذه الآونة، فقد بدأت أشهر الحج منذ دخول شهر شوال 1444، ويمكن للحجاج الراغبين في تأدية نُسك حج التمتع، القيام بمناسك العمرة في أي وقت خلال أشهر الحج "شوال، ذو القعدة، والثمانية أيام الأولى من ذو الحجة"، وبعد الانتهاء من مناسك العمرة يتم التحلل والتمتع بالحياة لحين بدء موسم الحج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو يوم التروية.
وتتضمن مناسك العمرة وفقا لـ دار الإفتاء المصرية ما يلي:
- الإحرام من الميقات، وهو النية للقيام بمناسك العمرة والاستعداد لها.
- الغسل عند الإحرام، وهو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم في حق الرجال والنساء، ويماثل غسل الإحرام نفس الغسل من الجنابة في الخطوات.
- التطيب وارتداء ثياب الإحرام، حيث يستحب قبل الإحرام للعمرة بحلق العانة ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر، ثم الاغتسال ولبس إزار أبيض ورداء ونعلين، وهو لبس الإحرام للرجال.
- التلبية عند الإحرام، حيث النية بالقلب واللسان بقول "لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وينبغي أن يرفع صوته بالتلبية، والمرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجوارها فقط.
وعند دخول بيت الله الحرام، تبدأ مناسك العمرة كالتالي:
الطواف حول الكعبة
وهو الدوران حول الكعبة الشريفة سبع مرات باتجاه عقارب الساعة، ويشترط في الطواف للعمرة الطهارة من الحدث لقوله صلى الله عليه وسلم: (الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله تعالى أباح فيه الكلام)، ومن شروط صحة الطواف في العمرة والحج ما يلي:
- الطواف حول الكعبة داخل المسجد الحرام.
- إكمال الطواف 7 أشواط.
- بدء الطواف بالحجر الأسود، وانتهائه بالحجر الأسود، على أن يكون الحجر الأسود والبيت عن يسار المعتمر.
- الموالاة بين الأشواط بالترتيب والتتابع.
الشرب من ماء زمزم
بعد الطواف، يستكمل المعتمر مناسك العمرة، بالشرب من ماء زمزم وينوي عند شربه الشفاء ويسأل الله من خير الدنيا والآخرة، ويستقبل القبلة، ويتضلع منه أي يشبع، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم وشفاء السقم".
السعي بين الصفا والمروة
وهو ركن أساسي من أركان الحج، كما يعد من الخطوات الأساسية ضمن مناسك العمرة، ويقصد به الركض بين الصفا والمروة سبع مرات، حيث يمشي من المروة إلى الصفا، ويسرع فيما بين العلمين الأخضرين، فإذا وصل الصفا، فعل كما فعل أول مرة، وهكذا المروة حتى يُكمل سبعة أشواط، ذهابه من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر.
وفي نهاية مناسك العمرة، يحلق المعتمر الشعر وذلك للرجال، ويتم التقصير للنساء، ومن ثم تحلية الإحرام أي الخروج من الإحرام، والعودة إلى المسجد الحرام، مع العلم أن مناسك العمرة يمكن تأديتها في أي وقت من العام.
مدة مناسك العمرة
يتساءل العديد من المسلمين أيضا عن مدة مناسك العمرة، وهو ما لا يمكن تحديده بمدة ثابتة، حيث تختلف حركات المعتمرين باختلاف قدرتهم البدنية سواء حركاتهم بالطواف حول الكعبة، أو حركاتهم بالسعي بين الصفا والمروة، ولكن وفقا لإحصائية رئاسة شؤون الحرمين، فإن الطواف حول الكعبة يستغرق حوالي 35 دقيقة، والسعي بين الصفا والمروة يستغرق حوالي 40 دقيقة، والانتقال من الطواف إلى مكان السعي يستغرق حوالي 13 دقيقة.
حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة
يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة، وما ميقات الإحرام بعد العمرة الأولى؟ وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك كالتالي:
لا مانع شرعًا من تكرار العُمرةَ والموالاة بينها في السفرة الواحدة، بل يستحب ذلك لمن استطاع، ويَدخُلُ في ذلك المتمتعُ قبل أن يُحرِمَ بالحج، والإحرام بالعمرة الثانية فما بعدها يكون بالخروج في كُلِّ مرةٍ إلى أدنى الحِلِّ (التنعيم أو مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها) فيُحرِم منه بالعُمرة، ولا يُشتَرَطُ الرجوعُ إلى الميقات أو إلى أبيار علي. على أن تكرار العمرة للمُفرِد والقارن إنما يكون بعد فراغهما من مناسك الحج.