استراتيجية تدمير الجسور في الحرب الروسية الأوكرانية (تقرير صوتي)
اعتاد الطرفين الروسي والأوكراني أن يتبادلا الاتهامات عند كل كارثة.. وكان آخر تلك الكوارث تفجير سد نوفا كاخوفكا في خيرسون التي تسيطر عليها روسيا، والتي اتهمت أوكرانيا باستهداف السد بقذيفة "أولخا" فيما اتهمت أوكرانيا روسيا بتعمد استهداف السد لتوريط أوكرانيا وتقويض تحركات الجيش الأوكراني في خيرسون بعد أن كسب أراض جديدة في مناطق عدة.
الكارثة وحجمها الكبير لم يقفا عند هذا الحد بل إن مئات الأسر والعائلات في خيرسون شردت ونزحت إلى مناطق أخرى جراء الفيضانات العارمة التي اجتاحت المناطق المحيطة بمدينة خيرسون، فيما تشبر التقديرات العسكرية الاستراتيجية إلى أن روسيا لجأت لتفجير السد لوقف وتعطيل تحركات الجيش الأوكراني في خيرسون.
التقدم الأوكراني في بعض المناطق استند إلى الكثير من الإمدادات العسكرية الغربية والأمريكية التي استلمتها كييف من بروكسل وواشنطن مؤخرا، وهو ما ساهم في بروز تموضعات جديدة للقوات الأوكرانية في عدة مناطق، وأسفر ذلك عن رغبة روسية بإعادة جنود أوكرانيا لمناطق أبعد فتم تفجير السد.
هذه هي استراتيجية روسيا وأوكرانيا.. طرف يتسلم الأسلحة ليقاتل وطرف اخر يستهدف ما يمكن لإبعاد الخصوم عن مناطق سيطرته، ويبقي الآمنون أمس في حالة فزع اليوم وغدًا وبعد غد.. نازحون ولاجئون.. ضحايا ومصابون.. تمتلئ بهم الملاجئ بعد أن كان يسكنون افخم المنازل.. مشردون في خطر من أجل أمان الملك على رقعة الشطرنج.