ما هي صيغة التهليل والتكبير؟.. ردد هذه الكلمات في العشر من ذي الحجة
ما هي صيغة التهليل والتكبير؟ وهل هناك فرق بينهما؟ سؤال يراود أذهان ملايين المسلمين في الوقت الحالي، فقد هلت العشر الأوائل من ذي الحجة منذ يوم الإثنين 19 يونيو الجاري، وسيحين موعد يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة يوم الإثنين المقبل 26 يونيو 2023، وتكون وقفة عرفات يوم الثلاثاء 27 يونيو، ويوم النحر أول أيام عيد الأضحى يوم الأربعاء 28 يونيو المقبل، وفي كل هذه الأيام يستحب الإكثار من التهليل والتكبير.
ما هي صيغة التهليل والتكبير؟
قبل توضيح ما هي صيغة التهليل والتكبير؟ لا بد من التنويه بأن التهليل والتكبير من السنن المؤكد فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلمن كما إنها من السنن المرتبطة بتعظيم شعائر الله، وقد ورد ذكرها في مواضع قرآنية عديدة لتكون مقترنة بعيد الفطر وعيد الأضحى.
وعن استحباب التهليل والتكبير، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة، «وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ»، صدق الله العظيم، كما ورد التكبير كذلك والتهليل في موضع أخر من سورة البقرة، «وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖ»، صدق الله العظيم، كما قال سبحانه وتعالى في سورة الحج: «كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ»، صدق الله العظيم.
والمقصود بالتكبير هو تعظيم الله عز وجل، أما التهليل فهو توحيد الله بقول لا إله إلا الله، ولا تتعارض صيغة التهليل والتكبير مع بعضها البعض، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة تهليل وتكبير محددة، ولكن الصيغة المتداولة والمعمول بها وفقا لدار الإفتاء المصرية هي: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
فضل التكبير
بعدما أوضحنا لكم ماهي صيغة التهليل والتكبير؟ لا بد من التنويه بفضائل التكبير وأسراره، فقد حث القرآن الكريم ورغب في التكبير في مواضع عديدة من الآيات نذكر منها الآية الكريمة من سورة المدثر "وَرَبَّكَ فَكَبِّر"، والآية الكريمة الأخرى من سورة الإسراء " وَقُلِ اِلْحَمْدُ لِلَّهِ اِلذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي اِلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ اَلذُّلِّ. وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا".
وعن عبد الله بن عمر: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا يَرَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ.
وعن علي بن أبي طالب قال النبي صلى الله عليه وسلم "مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ الطُّهُورُ وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ"، وعن أنس بن مالك قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ"، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم " إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّه.
كلمات التهليل
يقصد بكلمات التهليل أن يردد العبد "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ"، وهو أيضا دعاء يوم عرفة الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
ما هو التكبير
أما التكبير فهو مشتق من التعظيم، وفيه يردد العبد " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهَ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أكبَرُ، وَلِلّهِ الْحَمْدُ، اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهَ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَّمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ".
التكبير المطلق والمقيد
وبالحديث عن التهليل والتكبير، لا بد من التذكير بأن هناك التكبير المطلق ويبدأ وقته بغروب شمس آخر يوم في شهر ذي القعدة، وينتهي بغروب شمس آخر أيام التشريق اليوم الثالث من ذي الحجة، أي أن التكبير المطلق يستمر لمدة 13 يوما ويقال في كل الأوقات والأماكن.
أما النوع الثاني من التكبير فهو التكبير المقيد، ويبدأ بفجر يوم عرفة اليوم التاسع من ذي الحجة، وينتهي بعصر آخر أيام التشريق اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي أن التكبير المقيد يستمر لمدة 5 أيام فقط، ويقال عقب الصلوات الخمس المفروضة.
نختم الإجابة على سؤال ما هي صيغة التهليل والتكبير؟ بالحديث النبوي الشريف: "من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنّ أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيامِ العشرِ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسه ومالِهِ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيء"، والتكبير من أحب الأعمال إلى الله في هذه الأيام المباركة.