اللاسلم واللاحرب: الحرب الاقتصادية الحوثية على الجنوب كانت هي الأشد ضراوة
إذا ما اعتبرنا أن الحرب في اليمن وفقا للإعلام الرسمي للتحالف العربي والحكومة الشرعية هي حرب بين الشرعية والانقلابيين الحوثيين أو بين الحوثيين والتحالف، فإن مثل هذه الحرب هي شبه متوقفة منذ اتفاق ستوكهولم الموقع بين الطرفين في ديسمبر ٢٠١٨م وما بعده من اتفاقات ثنائية، وبالتالي ليس هناك معارك حقيقية بالمفهوم العملياتي بين الطرفين، باستثناء المعارك الدائرة حول مجمع مدينة مأرب.
وفي نفس الوقت ليس هناك سلما حقيقيا سائدا في اليمن، على الأقل لجهة تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم وكذلك الهدن المتتالية منذ أبريل ٢٠٢٢م، التي لم يتم تمدديها هي الأخرى منذ أكتوبر من العام الماضي بسبب تعنت الحوثيين واشتراطاتهم التي لا تتوقف عند حد.
الحدود بين الشمال والجنوب
لكن الحرب الحقيقية هي على الحدود بين الجنوب والشمال، سواء كان في الضالع أو لحج أو في شبوة حيث استطاع الحوثيون احتلال مديريات بيحان الثلاث في أواخر عام ٢٠٢٢م عن طريق مرور سلس عبر مديريات محافظتي البيضاء ومأرب الشماليتين وتخاذل القوات التي كانت موالية للشرعية (حزب الإصلاح )في بيحان حينها، لم تتحرر هذه المديريات من الحوثيين إلا بعد تحرك القوات والمقاومة الجنوبية التي تمكنت مع بداية ٢٠٢٣ ليس فقط من تحرير هذه المديريات بل وتحرير مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب أيضا.
الحرب الاقتصادية الحوثية على الجنوب كانت هي الأشد ضراوة، حيث هاجم الحوثيون مواقع وموانئ تصدير النفط في محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين بالطيران المسير وتسببوا في وقف إنتاج النفط وتصديره، وما سبب ذلك من تداعيات خطيرة على ملفات الخدمات والمرتبات.
أما حرب جماعات القاعدة على الجنوبيين قيادات وكوادر ومصالح فلم تتوقف منذ ٢٠١١م، ما ضاعف من المجهود الحربي للقوات والأمن الحنوبي في التصدي للأعمال الارهابية وملاحقتها وتطهير مناطق جنوبية عدة من هذه الجماعات الإرهابية.
اللاسلم واللاحرب
إذا بعد ما يقارب من تسع سنوات على إعلان الحرب في اليمن يمكن وصف حالتها باللاحرب واللاسلم.
هذا الحالة لا تخدم إلا الحوثيين وتجار الحروب والأزمات والمطبلين، وتضاعف من أوجاع وألام بسطاء الناس وإنهيار كامل للاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية.
هذه الحالة كأنها حالة "يبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء".