يوم عاشوراء.. فضله ومكارمه وأفضل الأعمال
تصدر “يوم عاشوراء” مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، فما موعده وقصته.
حيث يكثر البحث عن يوم عاشوراء، وفضله ومكارمه، وأفضل الأعمال التي من شأنها القبول، وذلك مع اقتراب اليوم العاشر من شهر محرم 2023، والمقرر أن يوافق يوم الجمعة المقبل، الـ 28 من يوليو الجاري.
وليوم عاشوراء قصته في الإسلام، حيث سن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الصيام فيه، فـ يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى فيه الله سيدنا موسى عليه السلام ومن آمنوا معه بعد أن أمره الله تعالى بأن يضرب البحر بعصاه فانشق وظهر الطريق الذي سار عليه بنو إسرائيل مع نبيهم سيدنا موسى، وأغرق الله فرعون وجنوده، فصام كليم الله هذا اليوم شكرًا لله أن نجاه وقومه من بطش فرعون، وكذلك احتفالًا بنجاتهم وهروبهم من مصر وظلم فرعون لهم، وأصبح يوم عاشوراء عيدًا يحتفل اليهود به بصيامه.
فلما هاجر الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة المنورة ووجدهم يصومون هذا اليوم العظيم سنَّ صيامه على المسلمين، إذ روى الشيخان عن عبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، المدينةَ فرأَى اليهودَ يصومونَ يومَ عاشوراءَ، فقال لهم: ما هذا اليومَ الذي تَصومونه؟ قالوا: هذا يومٌ صالحٌ، هذا يومٌ نَجَّى اللهُ فيه بَنِي إسرائيلَ من عدُوِّهم فصامهُ موسى عليهِ السلامُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أنا أحقُّ بِموسَى منكم، فصامهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَمَرَ بصومِه.
وقد روي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أنه قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ، قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». رواه مسلم.
ما هي فضائل يوم عاشوراء؟
وقد جاء في أحاديث وآثار أخرى أن عاشوراء هو اليوم الذي فيه تاب اللهُ على سيدنا يونس عليه السلام، وفيه تاب على قومه، وفيه أَمَر بني إسرائيل بالتوبة، يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن من فضائل عاشوراء أن الله تعالى جعله زمانًا لقبول التوبة وإجابتها؛ فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والترمذي في "الجامع" وحسنه"، والدارمي في "السنن". وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا: هَذَا يَوْمٌ تَابَ اللهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ؛ فَاجْعَلُوهُ صَلَاةً وَصَوْمًا» يعني يوم عاشوراء" أخرجه الحافظ أبو موسى المديني وحسَّنه.
وأوضح أن فيه تاب اللهُ تعالى على سيدنا آدم عليه السلام، وفيه أُهبِط إلى الأرض؛ كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعُبَيْد بن عُمَيْر، وعكرمة، وقتادة، وغيرهم من السلف.
كما كان الحنفاء يدلون أهل الجاهلية على التوبة من الذنوب العظام في يوم عاشوراء؛ فعن دَلْهَمِ بن صالح الكِنْدي قال: سألتُ عكرمة عن صوم يوم عاشوراء؛ ما أمرُه؟ قال: "أذنَبَتْ قريشٌ ذنبًا في الجاهلية، فعَظُمَ في صدورهم، فسألوا: ما تبرئتهم منه؟ قالوا: صوم يوم عاشوراء؛ يوم عشر من المحرم" أخرجه أبو بكر الباغندي [ت283هـ] في "أماليه".
وعن الأسود بن يزيد قال: سألتُ عُبَيْدَ بن عُمَيرٍ عن صوم عاشوراء، فقال: "إنَّ قومًا أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم، فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائمٌ فافعل" أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار".
أفضل الأعمال في يوم عاشوراء
1- الصيام لِمَنْ يستطيع، وإن كنت غير قادر على الصيام، ووسعت على الأسرة، فأنت بذلك قد قمت بسنة التوسعة، وعلى ذلك توسع عليَّ السنة كلها. وسئل ﷺ عن صوم يوم عرفة، فقال: يكفر السنة الماضية، والباقية. قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم].
2- الذكر والدعاء.
3- قراءة القرآن أو الاستماع له.
4- فعل الخير والصدقات.
5- اجتماع الأسرة، فاجعلوها فرصة للقاء العائلة، حيث قال الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى، عندما سئل عن كيف نحتفل بعاشوراء، ونحتفل بالمولد النبوي، ونحتفل ببداية السنة الهجرية، ونحتفل... فكان يقول: نحن في عصر انشغل الناس فيه، فمثل هذه الومضات، تجعل الحياة تضيء، فتجعل بينك وبين الإسلام علاقة، في الثقافة. فهذه المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام. هُوِية الإسلام.
وشددت دار الإفتاء: فَهْم مشايخنا رحمهم الله تعالى أننا يجب أن نهتم بالمناسبات التي تجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية، وأن نقوم بها كما فعلها رسول الله ﷺ، وأن نراعي تغير الزمان والمكان، وأن نستحضر، ونحيي الوظائف في هذه الأيام، فنخرج بفوائدها، وهناك أسرار كثيرة لا نعرفها، ولكن إذا ما نحن اتبعنا الشريعة، وصلينا في مواقيتنا، وصليناها كما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، سنتعرض لنفحات كثيرة، من أهمها: الهدوء النفسي، الطمأنينة، السعادة، الرضا والتسليم، الأمل، والهمة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1