المعارضة الإيرانية تكشف “دومينو” أكاذيب الملالي
أعادت تصريحات القيادي في الحرس الثوري سعيد قاسمي حول قدرات مجاهدي خلق الضوء إلى محطات رئيسية من التاريخ الايراني المعاصر لتتركز الاضواء حول بعض التفاصيل التي عملت ماكنة اعلام الملالي على تغييبها.
قال قاسمي في تصريحاته التي بثت على شاشة التلفزيون الرسمي ان “ظاهرة مجاهدي خلق كانت كافية لتدمير نظام الملالي بأكمله” مشيرا إلى وجود المنظمة في كل الوزارات، وعدم حاجتها لخوض حرب طويلة مع العراق.
يمكن العثور على معانٍ كثيرة لهذه التصريحات، من بينها ان المنظمة لم تكن بحاجة إلى حرب مع العراق لإسقاط النظام، بل خميني الذي كان يحتاج الحرب كي لا يطيح المجاهدون به، مما دفعه إلى استقبالها كـ “نعمة إلهية”.
يعرف خميني بان عدوه الرئيسي والعقائدي يتمثل بـ “مجاهدي خلق” مما دفعه إلى مناصبتهم العداء حتى اللحظة الاخيرة من حياته، مثلما يعي خامنئي أن مجاهدي خلق وحدها كافية لتدمير نظامه، وأن استقلال مجاهدي خلق سر قدرتهم وقوتهم، ولذلك يصمم على استئصال المنظمة، ويعمل قدر استطاعته على تحقيق هذا الهدف.
خامنئي مثل خميني الشرير، وضع مركز ثقل دعايته وشيطنته في اتجاه تشويه الواقع وقلبه رأسًا على عقب، ووظف مختلف أجهزة نظامه، من وزارة المخابرات ووزارة الخارجية وسفاراته في مختلف البلدان إلى وزارة العلوم والتعليم وغير ذلك، لمواجهة المجاهدين.
في الوقت الذي كان يعرب عن غضبه من مجاهدي خلق لتنظيمهم وقيادتهم انتفاضات السنوات الأخيرة (2017 و2019 و2022) حاول خامنئي أن يجعل هذه الانتفاضات تبدو وكأنها بفعل قوى أجنبية، ففي خطاب ألقاه في 9 يناير 2018 أكد على الدور المحوري لمجاهدي خلق في قيادة انتفاضة ديسمبر 2017، أشار إلى خطورة الثورة والتخريب من قبل المجاهدين والمقاومة المنظمة وتعهد بـ”الانتقام” قائلا “المعلومات والأدلة تشير إلى أن هذه الحالات كانت منظمة وأن مثلثا نشط في تشكيلها، أحد رؤوس هذا المثلث أمريكا والصهاينة، الرأس الثاني هي إحدى حكومات الخليج الفارسي الغنية التي مولت المخطط، والرأس الثالث هم العملاء الذين يرتبطون بتنظيم المنافقين القاتل وكانوا يعملون منذ أشهر، لقد كانوا مستعدين”.
أراد الولي الفقيه التشكيك في حقيقة الانتفاضة من خلال الصاقها بالولايات المتحدة واسرائيل والسعودية واظهار المجاهدين وكأنهم تابعين لهذه الاطراف، والمفارقة إنه تسبب لاحقا في فضيحة عالمية بابرامه صفقة قذرة حول الرهائن تلقى بموجبها 6 مليارات دولار من الولايات المتحدة، وفي مباراة كرة القدم مع السعودية تعرض لفضيحة اخرى بفرض صورة الجلاد قاسم سليماني.
تتهاوى اكاذيب وادعاءات حكم الولي الفقيه كحجارة الدومينو، مع تفاقم مأزقه، واشتداد الصراع بين تياراته، لتكشف عن هشاشته وزيف دعايته، وتساهم في رسم سيناريوهات التطورات المقبلة، المفتوحة على احتمالات انهياره.