فضل قيام الليل في الدنيا والآخرة.. دأب الصالحين وشرف المؤمنين
يود الكثير من المسلمين الاطلاع على فضل قيام الليل، لتشجيعهم على نيل هذا الفضل العظيم، فقيام الليل سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله عظيم الجزاء في الدنيا والآخرة، وقد وردت فيه العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ولمن يرغب في معرفة فضل قيام الليل، تابعونا في السطور التالية.
فضل قيام الليل
ينبغ فضل قيام الليل من اختلاء العبد بربه في جوف الليل، فيناجيه ويستغفره ويسأله من فضله العظيم، وهو دأب الصالحين وشرف المؤمنين، وعن فضل قيام الليل وردت العديد من الأحاديث النبوية المطهرة ومنها ما يلي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة هي صلاة الليل". (متفق عليه).
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: يا رسول الله، لم تصنع هذا؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". (البخاري).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين". (رواه الترمذي).
ومن فضائل قيام الليل وفقا لجمهور أهل العلم ما يلي:
- تقرب العبد من الله تعالى.
- تكفير الذنوب والخطايا.
- نيل الأجر والثواب العظيم.
- الفوز بالجنة.
- الحصول على الراحة النفسية والسعادة.
- تقوية الإرادة والعزيمة.
- التخلص من التعلق بالدنيا.
فضل قيام الليل والاستغفار
المميز في فضل قيام الليل أيضا، دعائه المستجاب، فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له. فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر.
ولا يوجد أجمل من إحياء الليل بالاستغفار عملا بالآية الكريمة " وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"، ووفقا لجمهور أهل العلم، يفضل إحياء الليل بالصلاة لاشتمالها على الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن، وبالتالي ستكون الصلاة في جوف الليل، أفضل ما يحصل به قيام الليل.
فضل قيام الليل في القبر
لقيام الليل فضل عظيم في الدنيا والآخرة، وفي القبر أيضًا، فقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن قيام الليل يُنور القبر ويُهون وحشته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل إذا مات، فإن أعماله تتبعه، فإن كانت حسنةً فحسناتٌ، وإن كانت سيئةً فسيئاتٌ، فإن كان من أهل الصلاة، فجاءته صلاته تمشي بين يديه، وإن كان من أهل الصيام، فجاءه صيامه يمشي بين يديه، وإن كان من أهل الصدقة، فجاءته صدقته تمشي بين يديه، وإن كان من أهل قيام الليل، فجاءه قيامه يمشي بين يديه، حتى يُعطى في قبره".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَتَلَقَّى المَيِّتَ مِن قَبْرِهِ قُرَّاءُ القُرْآنِ، فَيَقُولُونَ: "يا عِبَادَ اللهِ! هَذَا فُلَانٌ، كَانَ يُحِبُّ القُرْآنَ، فَاشْفَعُوا فِيهِ". فَيَقُولُونَ: "نَعَمْ، قَدْ صَلَّى، وَصَامَ، وَتَصَدَّقَ، وَعَمِلَ الخَيْرَ، فَأَدْخِلُوهُ الجَنَّةَ".
كيفية قيام الليل
قيام الليل سنة مؤكدة، وليس فرضًا، ولكن من تركها لغير عذر فقد ضيع على نفسه فضلًا عظيمًا، وتؤدى صلاة قيام الليل ركعتين ركعتين، مثنى مثنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ".
وقت قيام الليل
يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء، حتى طلوع الفجر، وللمسلم أن يصلي ما يشاء من الركعات مثنى مثنى، ولو صلى المسلم إحدى عشر ركعةً مع الوتر فهو أفضل، لأنه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخيرا، من فضل صلاة الليل، أنها أفضل صلاة بعد صلاة الفريضة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المُحرَّمُ، وأفضل الصَلاة، بعد الفرِيضة، صلاةُ اللَّيل".
نصائح لنيل فضل قيام الليل
- الالتزام بوقت قيام الليل، ومحاولة المواظبة عليه قدر المستطاع.
- الابتعاد عن النوم قبل قيام الليل، أو النوم بعد صلاة العشاء مباشرة.
- اختيار مكان هادئ ومريح لأداء صلاة قيام الليل.
- الدعاء أثناء قيام الليل بقلب خاشع لله تعالى.
- الاستغفار والتوبة من الذنوب.