"مصر وجيشها مستعدون".. هل يفشل مُخطط توطين الفلسطينيين في سيناء؟
ناقش وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إمكانية قيام الاحتلال الإسرائيل بتهجير الفلسطينيين وإجبارهم على عبور الحدود مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يوم الأحد، وهي زيارته الثانية للرياض في جولة الأزمة من الدبلوماسية المكوكية، قبل ساعات من وصوله إلى القاهرة في وقت لاحق يوم الأحد.
وتعارض جميع الدول العربية خطوة تهجير الاحتلال لأبناء غزة وتحذر من أنها قد تؤدي إلى حرب إقليمية، ولكن إذا استمرت عمليات الطرد، فقد لا يكون أمامها خيار للمساعدة في تمويل إنشاء مخيمات اللاجئين، ويرتبط معظم الفلسطينيين في غزة بأقارب طردوا عام 1948، ويخشون من أن يكون الطرد الجماعي الإضافي بمثابة ناقوس الموت لتطلعات الدولة الفلسطينية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، إن الفلسطينيين في غزة يجب أن “يصمدوا ويظلوا على أرضهم”.
وأوضح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إنه على اتفاق كامل مع مصر. وقال متحدثا في القاهرة: “أكرر مرة أخرى أننا ندعو إسرائيل إلى الامتثال للقانون الدولي. نحن ضد تهجير الفلسطينيين. ولن نوافق أبدًا على سياسة الترحيل إلى مصر”.
وشدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أثناء اجتماعه مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، أمس السبت، على أنه لن يسمح للمواطنين الأجانب المحاصرين في غزة، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين الذين ينتظرون عند بوابة رفح، بالمغادرة ما لم تسمح إسرائيل بدخول قوافل المساعدات إلى القطاع.. ويعد الرفض إحدى أوراق المساومة القليلة التي يمتلكها السيسي.
ولكن بينما تسعى القاهرة إلى تجنب حدوث نزوح جماعي من غزة، فإنها تقوم في الوقت نفسه باستعدادات طارئة لمثل هذا الاحتمال، وتصر مصر على أن الخطط مخصصة لأعداد صغيرة نسبيا من اللاجئين، وأنها تتعارض مع فكرة إقامة مخيمات كبيرة.
ووقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 بعد عقود من الصراع، ويحتفظ البلدان بعلاقات دبلوماسية كاملة، ويعتقد أن هناك أكثر من ستة ملايين فلسطيني في الشتات، بما في ذلك ثلاثة ملايين في الأردن و400 ألف في لبنان.
وفي إشارة إلى أن مصر تجري استعداداتها لاستقبال بعض اللاجئين، رفع محافظ شمال سيناء، الفريق أول محمد عبد الفضيل شوشة، حالة الطوارئ التي كانت مفروضة منذ سنوات في ضوء التوترات الأمنية بين الجيش والجماعات الموالية للإخوان وداعش في سيناء.
وساهمت مصر وتركيا والإمارات العربية المتحدة في قافلة مساعدات مكونة من 143 شاحنة لتستخدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تنتظر الدخول إلى غزة، لكن المعبر الرئيسي لا يزال مغلقا. ويتم أيضًا إعداد المستشفيات المحلية لاستقبال الجرحى.
والتقى بلينكن بمسؤولين إماراتيين مساء السبت في أبو ظبي، كما أصر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي يوم السبت على أنه لن يسمح للفلسطينيين بالفرار إلى البلاد، وقال إن الملك عبد الله الثاني صرح بأن إجبار الفلسطينيين على الفرار من وطنهم هو خط أحمر لن يقبله.