إسرائيل جريمة وجودية (تقرير صوتي)
لا يمكن اعتبار ما تقوم به إسرائيل من قصف للمدنيين واستهداف للمنازل والمساجد والمستشفيات إلا جريمة حرب مكتملة الأركان، تدين إسرائيل أمام المجتمع الدولي وتكشف عن وجه قبيح لذراع أمريكا وأوروبا في منطقة الشرق الأوسط.. غير أن الجريمة الكبرى هي وجود إسرائيل في حد ذاته.
لا شك أن الجميع يعرف أن إسرائيل باتت أمرًا واقعًا في منطقة الشرق الأوسط.. وجار سيئ السمعة.. يثير الازدراء ويبعث على الاحتقار من ممارسات وتصرفاته التي لا تليق أن تصدر عن دولة، بل إن وجودها قام على أنقاض أشلاء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى أنقاض منازلهم التي دمرت بالقصف الإسرائيلي وبعصابات الهاجناة والشيترن.. وبمضايقات للشعب الفلسطيني وإجباره على هجر أرضه، حتى حصلت إسرائيل على وعد من لا يملك لمن لا يستحق وأقامت دولتها بقوة الأمر الواقع.
لكن الأزمة هنا لا تكمن في وجود إسرائيل.. ذلك لأن العالم قبل بوجودها.. حتى العرب.. باتوا يناقشون مسألة "حل الدولتين" الذي ينص على إقامة دولة فلسطين ودولة إسرائيل يعيشون جنبًا إلى جنب.
ومع صعود لحكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نيتنياهو.. نرى من وقت لآخر ممارسات تخرج بإسرائيل من حيز الوجود المقبول إلى حيز الرفض العربي لممارساتها التي لا تعبر عن إنسانية أو رحمة.. حتى قصفت الأطفال والأجنة.. والنساء والشيوخ والعجائز.. ولم تجعل لأهالي غزة ملجأً بعد أن قصفت المستشفيات والمدارس ولا يزال العالم يناشد ويناشد.. وإسرائيل أذن من طين.. وأخرى من عجين.