شهادة دولية عن بصمات في صناعة الحروب بالمنطقة.. ما القصة؟
مع اتساع نطاق الحرب في غزة واستمرار الدمار ودماء آلاف الأطفال الأبرياء والأزمة التي تتصاعد أكثر فأكثر، تنفتح عيون العالم أكثر فأكثر على “بصمات” بيت العنكبوت خامنئي في الترويج للحرب وصناعة الأزمات من أجل بقاء نظامه القرووسطي.
إن بيان اللجنة الدولية المشتركة للبرلمانيين من أجل إيران ديمقراطية، والذي صدر هذا الأسبوع، هو وثيقة سياسية واضحة وفي الوقت المناسب حول فهم أعمق لهذا الواقع.
وجاء في هذا البيان: “حرب أخرى قادمة في الشرق الأوسط ويمكن العثور على بصمات النظام الإيراني في كل مكان. ومن خلال الترويج للحرب، ينوي النظام حرف الانتباه الدولي من ثلاثة مخاوف ملحة لهذا النظام، وهي الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان، وتصدير الإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة؛ وتطوير برنامج الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية”.
ثم هاجم البيان سياسة استرضاء الغرب مع دكتاتورية الملالي الإرهابية ومنح الحصانة لهذا النظام رغم كل الجرائم ضد الإنسانية في الداخل والتدخلات الإرهابية والمروجة للحرب خارج إيران وكتب: “الموضوع المشترك هو أن نظام طهران قد تصرف بحصانة كاملة وسمح له بالتهرب من المحاسبة على انتهاكاته واعتداءاته المتكررة. إن الجهود الدبلوماسية ردا على انتهاك أو عدوان النظام الإيراني، بدلا من محاسبة قادة النظام المستبدين، تنتهي بسلوك النظام غير المقبول”.
وشدد البيان آنذاك بوضوح على فشل سياسة الاسترضاء وملاحظات حول آثارها وعلاماتها: “لقد كشف اليوم فشل النهج الناعم الذي يتبعه الغرب تجاه النظام من خلال الوضع القاتم لحقوق الإنسان في إيران والوضع غير المستقر في المنطقة. ويتعين على الغرب أن يتقبل هذا الفشل الدبلوماسي وأن يعلن الحقيقة: النظام الإيراني ليس شريكًا للسلام. بل هو عامل شرير لانتشار الدمار والموت والفوضى”.
وهذا البيان، رغم تأكيده على ضرورة إدراج الحرس على قائمة الإرهاب، يوضح سبب شن الحرب: “إن الترويج للحرب والإرهاب والقمع الوحشي للنظام هو تأكيد على حقيقة أن هذا النظام قلق على بقائه…”. ثم يشير إلى الحاجة إلى دعم الانتفاضة والمقاومة على مستوى البلاد باعتبارها التهديد الرئيسي لبقاء الوحش مصاص الدماء، ويضيف: “ان حركة الاحتجاج المستقرة في إيران، إلى جانب الاعتراف الدولي المتزايد والدعم للمجلس الوطني للمقاومة والبرنامج الديمقراطي المكون من 10 نقاط للسيدة رجوي تظهر أن إيران حرة ديمقراطية يمكن تحقيقها ويمكن الوصول إليها بسهولة.”
كما أكدت اللجنة الدولية المشتركة للبرلمانيين على “الحل الإيراني للتعامل مع التهديدات التي يشكلها نظام طهران”، والجذور العميقة لهذا الحل في المجتمع الإيراني وقوته الطليعية والمقاتلة خلال أربعة عقود من الصمود والمقاومة ضد الدكتاتورية الدينية، وذكرت: “على مدى أربعة عقود، خاض الشعب الإيراني معركة لا هوادة فيها من أجل مستقبل بلاده مع المجلس الوطني للمقاومة. إن الانتفاضة الشعبية الحالية منذ العام الماضي، والتي تطالب بجمهورية ديمقراطية حرة تقوم على الفصل بين الدين والدولة، هي ذروة هذا النضال. وهذا دليل على تصميم الشعب الإيراني الذي لا يتزعزع وقدرة المجلس الوطني للمقاومة على المضي قدمًا وتوسيع وتنظيم الاحتجاجات والأنشطة المناهضة للنظام”.
وإذا كان العالم اليوم يرى بوضوح «بصمة» الإرهاب والترويج للحرب في بيت خامنئي العنكبوتي، فذلك بفضل 40 عامًا من المقاومة والتنوير والصمود ضد وحش الإرهاب والحرب.
وفي هذه السنوات أظهرت المقاومة الإيرانية مرارًا وتكرارًا بصمات خميني وخامنئي في التفجيرات والقتل الذي تعرض له شعوب سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها، من خلال فضح أخطبوط الإرهاب وإثارة الحروب في إيران. كتب مسعود رجوي رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في رسالة بتاريخ 16 مارس 1993: “أؤكد على ضرورة الصمود والتضامن ضد أخطبوط الرجعية والإرهاب الذي ينبض قلبه في طهران ومخالبه القاتلة تأخذ الضحايا هنا وهناك في العالم.”
وبعد أربعة عقود من التجارب المريرة والكارثية، فإن بيان اللجنة الدولية المشتركة للبرلمانيين من أجل إيران ديمقراطية هو دليل واضح على نبل ووعي البرلمانيين والقادة السياسيين في العالم بأن السبيل لتجاوز الأزمة والترويج للحرب هو مرافقة ودعم المقاومة الإيرانية ومواجهة مخالب الأخطبوط التي تعرفها المحافظة. وفي البيان نفسه، أكد أعضاء البرلمان أنه “على الحكومة البريطانية الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والاعتراف رسميًا بحقه في مقاومة النظام والحرس. وينبغي لها أيضًا أن تؤيد دبلوماسيًا البرنامج الديمقراطي المكون من 10 نقاط للسيدة رجوي وأن ترسم مسارًا جديدًا لمستقبل إيران”.