خطة الاحتلال لإغراق أنفاق غزة.. هل تنجح المياه فيما فشل فيه السلاح؟
مع عودة قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى قصف شديد على قطاع غزة فجر يوم الجمعة الماضي، فور انتهاء الهدنة، تشن الطائرات المقاتلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على أنحاء مختلفة من غزة، فيما بدأت أعداد القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين تتكاثر بمرور الوقت.
ويدرس جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق خطة بديلة للتعامل مع الأنفاق، التي حفرتها ويختبأ داخلها أعضاء وقادة حركة حماس، إذ تسعى إلى استبدال الأسلحة والمتفجرات المستخدمة في تدمير الممرات السرية خلال هجماتها على قطاع غزة، منذ الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي، بمخطط جديد وهو ضخ المياه بكثافة في الأنفاق.
وأعلنت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تلك الخطة، ونقلتها عنها يديعوت أحرونوت العبرية، خلال الساعات الماضية، إذ أوضحا أن إسرائيل ربما تلجأ إلى إغراق أنفاق غزة بمياه البحر.
وقالت إن الجيش يقوم بإنشاء ما لا يقل عن 5 مضخات قادرة على نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، مما يؤدي إلى إغراق الأنفاق خلال أسابيع.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل عملت على الاستعانة بمضخات يمكن استخدامها لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تحت قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه في منتصف نوفمبر الماضي تقريبًا، أكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي إنشاء مضخات على بعد حوالي ميل شمال مخيم الشاطئ للاجئين لتنفيذ الخطة.
ولم يكن من الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الرهائن أم لا، حسب الصحيفة الأمريكية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولًا في قوات الدفاع الإسرائيلية رفض التعليق على خطة إغراق الأنفاق، لكن نُقل عنه قوله: «يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي على إحباط خطط حماس بطرق مختلفة، باستخدام أدوات عسكرية وتكنولوجية مختلفة».
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أن إغراق أنفاق غزة بالمياه أمر ممكن من الناحية النظرية، لكن وبشكل عملي لن تنجح بسبب صعوبات ومعوقات لا يمكن تجاهلها.
الاحتلال يستعد لإغراق الأنفاق
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صورا تكشف فيها عن بدء قوات الاحتلال الإسرائيلي في استخدام مضخات المياه لإغراق متاهة الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تحت قطاع غزة بمياه البحر.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن إسرائيل أكملت تركيب ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد نحو ميل شمال مخيم الشاطئ للاجئين، والتي يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة - ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة الأنفاق التي يبلغ طولها 300 ميل في غضون أسابيع.
وستكون خطتهم هي طرد مقاتلي حماس من الأنفاق وجعلها غير صالحة للعمل عن طريق إغراق النظام بمياه البحر من البحر الأبيض المتوسط.
كشفت الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي تظهر عشرات الجنود الإسرائيليين، وهم يقومون بتركيب سلسلة من الأنابيب السوداء على الشواطئ الرملية في غزة.
ويبدو أن مقطع الفيديو الذي نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية يظهر أيضًا جنودًا من الجيش الإسرائيلي يعملون على الأنابيب أثناء وجودهم تحت الأرض.
أبرز التحديات التي تواجه تنفيذه الفكرة
يواجه جيش الاحتلال العديد من التحديات أمام تنفيذ هذه الفكرة، بينها الحذر الشديد عند إغراق الأنفاق بسبب احتمال وجود بقية المحتجزين فيها، وبالتالي فإن إغراق الأنفاق سيعرض أرواحهم للخطر.
كما أن هناك صعوبة في ضخ المياه بالأنفاق في ظل اشتعال القتال، وهو ما يتطلب السيطرة على منطقة بها أنفاق وتأمينها ثم الشروع في ضخ مياه البحر بها.
وبحسب الخبراء العسكريين، فإن الأنفاق في غزة مصنوعة من الخرسانة المسلحة، وهو ما يتطلب ضخ المياه بداخلها، وهو أمر صعب في ظل عدم امتلاك إسرائيل خرائط كاملة لها.
وكانت قد نجحت مصر في استخدام المياه للتخلص من الأنفاق في رفح المصرية لكنها كانت أنفاقا رملية تسببت المياه في إغراقها وهدمها في النهاية، وهو ما لا ينطبق على طبيعة أنفاق غزة التي تم إنشائها بالخرسانة المسلحة.
إجراءات مضادة
ويؤكد الخبراء أن العملية لن تكون من جانب واحد، فحركة حماس ستتخذ إجراءات مضادة مثل عزل الأنفاق التي تم ضخ المياه فيها، وإقامة حواجز تمنع تدفق المياه داخل النفق.
كما ستعمل حركة حماس على إغلاق مسار النفق المستهدف من جانبها، مما يعرض العملية برمتها للفشل.
وسابقًا لم تنجح إسرائيل في تدمير الأنفاق من خلال القنابل الاهتزازية بسبب عدم معرفتها بأماكن هذه الأنفاق، ثم استخدمت القنابل الإسفنجية التي تطلق رغوة لسد الأنفاق وفشلت في ذلك أيضا.
ويعتقد الخبراء أن عملية ضخ المياه لإغراق الأنفاق مهددة بالفشل أيضا بسبب عدم فهم طبيعة هذه الأنفاق ومساراتها المعقدة، والصعوبات الكبيرة التي تكتنف هذه العملية.
انضموا لقناة متن الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1