كيف حول الأمير محمد بن سلمان السعودية إلى لاعب عالمي؟

في نوفمبر، تجمع آلاف السعوديين في شوارع الرياض للاحتفال بانتصار جديد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث تم اختيار المملكة العربية السعودية، بعد فوزها على إيطاليا وكوريا الجنوبية، لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030، وهو معرض عالمي سيجذب استثمارات بالمليارات وآلاف الزوار إلى المملكة.

كان القرار بمثابة انتصار لولي العهد في محاولته إعادة تشكيل الصورة العالمية للمملكة العربية السعودية كجزء من مشروع رؤية 2030 المميز، والذي سيشهد ابتعاد المملكة العربية السعودية عن اعتمادها على الوقود الأحفوري لتصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا والابتكار.

وقال محللون إن ولي العهد محمد قد استفاد من اقتصاد المملكة العربية السعودية ودبلوماسيتها وثرواتها الهائلة لمنحها مكانتها العالمية.

وأوضح جورجيو كافييرو، الخبير في شؤون الشرق الأوسط: "الغرب اختار التركيز أكثر على كون المملكة العربية السعودية لاعبًا عالميًا مهمًا يتعين على الدول العمل معه من أجل تعزيز مصالحها الوطنية". 

وقال غريغوري غوز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس إيه آند إم: "إن مركزية المملكة العربية السعودية في سوق النفط العالمية هي محور النفوذ العالمي السعودي.. الحرب في أوكرانيا، التي عطلت أسواق الطاقة ودفعت الأسعار إلى الارتفاع في عام 2022، زادت من أهمية الرياض بالنسبة لدول مثل الولايات المتحدة".

ولم يستخدم ولي العهد الأمير محمد القوة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية فحسب، بل استخدم الدبلوماسية الهادئة لتقوية المملكة.

وانخرط السعوديون في مناقشات بوساطة الصين لتخفيف التوترات مع إيران، وقول محللون إن الجهود السعودية لتحقيق الاستقرار في المنطقة التي مزقتها عقود من الصراع والصراع الطائفي مرتبطة بتصميم ولي العهد على إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي.

وقال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة: "أصبحت المملكة العربية السعودية لاعبًا أكثر أهمية وبناءً في شؤون الشرق الأوسط.. تقوم المملكة العربية السعودية بأشياء أكثر صعوبة في وقت واحد أكثر من أي وقت مضى، وهي تفعل ذلك بشكل أكثر فعالية مما فعلته من قبل. وقد ساعد ذلك مكانة ولي العهد".

ولا يقتصر عمل ولي العهد على كسب القادة السياسيين ورجال الأعمال، ولكنه يسعى إلى إعادة تأهيل صورة المملكة العربية السعودية في الغرب على نطاق واسع بينما يسعى للاستثمار وتشجيع السياحة وتحويل المملكة إلى قوة رياضية عظمى.