اغتيالات وتفجيرات.. هل تتوسع الحرب في المنطقة الفترة المقبلة؟
يشدد مسؤولون أمريكيون، إسرائيليون ولبنانيون على أن هناك قلة من الأطراف المعنية بالرغبة في تصاعد حرب إسرائيل في غزة لتصبح صراعًا يعم الشرق الأوسط بأسره، ومع ذلك، لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الانتباه إلى أن الاغتيال الذي استهدف أحد كبار قادة حركة حماس في لبنان يوم الثلاثاء، والانفجارين الغامضين في إيران يوم أمس، قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما يجعل الإقليم - وكذلك الولايات المتحدة - أكثر قربًا من حدوث نزاع إقليمي، على الرغم من جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتجنب هذا السيناريو منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وفي غضون ساعات قليلة من الانفجار القريب من ضريح قاسم سليماني في كرمان بإيران، أصدرت الولايات المتحدة و12 من حلفائها تحذيرًا كتابيًا للحوثيين في اليمن، الذين يستهدفون بشكل متكرر المنشآت التجارية بالصواريخ والطائرات دون طيار والبحرية.
وبالرغم من التصاعد في الأحداث، امتنعت واشنطن عن التدخل عسكريًا ضد قواعد الحوثيين في اليمن، وذلك جزئيًا نظرًا لعدم رغبتها في تقويض الهدنة الهشة في الحرب الأهلية في اليمن، ويبدو أن البيان الذي صدر عن مسؤولي البيت الأبيض يعبر عن قلقهم الشديد إزاء استمرار الهجمات الغير قانونية على السفن في المنطقة، وهم يدعون إلى وقف فوري لهذه الأعمال والإفراج عن السفن والأطقم المحتجزة.
كما أشاروا إلى تحمل الحوثيين المسؤولية إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي في تلك الممرات المائية الحيوية، ويبدو أن هناك تصاعدًا في التوترات بين العديد من الدول والمجموعات في منطقة الشرق الأوسط.
وبعد حادثة غرق الزوارق الحوثية على يد البحرية الأمريكية والتحذيرات التي صدرت عن عدة دول، تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مع إعلان الأخيرة عن نشر سفن حربية في المنطقة المائية وتعزيز دعمها للحوثيين.
والرئيس بايدن يعبر عن رغبته في تجنب التصعيد العسكري المباشر، ومتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يشير إلى استمرار القلق بشأن انتشار الصراع في المنطقة، كما أن حزب الله يوعد برد على مقتل أحد القادة في حماس في بيروت، مما يعزز مزيدًا من التوترات في المنطقة، فتم استهداف نصب تذكاري للجنرال الإيراني السابق قاسم سليماني في كرمان بإيران بانفجارات غامضة.
في حين اتهمت إيران إسرائيل، يُشكك مسؤولون أمريكيون وأوروبيون في تنفيذ الضربة من قِبَل الإسرائيليين، خاصةً وأن معظم أنشطتهم ضد إيران كانت مستهدفة بشكل كبير، بدءًا من اغتيال مهندس البرنامج النووي الإيراني وصولًا إلى هجمات نووية وصاروخية مُحدَّدة.
وثلاثة مسؤولين أمريكيين بارزين ومسؤول أوروبي كبير أشاروا إلى أن تنظيم "داعش" أو جماعة إرهابية أُخرى قد تكون وراء الهجوم، ورغم وجود بعض المعلومات الاستخبارية التي تشير إلى ذلك، إلا أنهم حذروا من أن التقييم الأولي ولم يُستخلص بعد استنتاجات نهائية، وراي تقية، زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية، أشار إلى إمكانية تورُّط إحدى المجموعات الموالية لإسرائيل في إفلات الهجوم عن السيطرة.
وألقي المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، اللوم في بيان على "أعداء الأمة الأشرار والمجرمين" عن الهجوم، ولكنه لم يُسمِّي أي جماعة أو دولة معينة، مع تعهده برد قوي يُعلم به أعداء إيران عن هذه المأساة، فيما أفاد شخصان ملمان بالمناقشات الداخلية في إيران أن الزعيم الأعلى علي خامنئي أصدر توجيهات للقادة العسكريين الإيرانيين بالتمسك بـ "الصبر الاستراتيجي" وتجنب الدخول في صراع عسكري مباشر مع الولايات المتحدة.
ويرى العديد من المسؤولين الأمريكيين أن التنبؤ باندلاع حرب أوسع النطاق مبكر في الوقت الحالي، وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل لم تقم بضرب المواقع في العراق دون اعتقادها بأنها يمكنها فعل ذلك دون تصعيد الصراع في الحدود اللبنانية.
ومع وقوع سلسلة من الانفجارات، بغض النظر عن أسبابها، بسرعة كبيرة بعد الاغتيال، أصبح من الواضح بأن خطر انتشار الصراع يعود إلى الصورة في الولايات المتحدة وأوروبا مجددًا.