ماذا تفعل القوات الأمريكية في الشرق الأوسط؟
عندما أدى هجوم بطائرة دون طيار إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة بالأردن في 28 يناير، تساءل العديد من الأمريكيين عن سبب استمرار وجود جنود البلاد في المنطقة، بعد سنوات من إنهاء الولايات المتحدة مهمتها القتالية في العراق؟
أين القوات الأمريكية في المنطقة؟
يتمركز ما يقرب من 40 ألف جندي أمريكي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، معظمهم في البلدان التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة.
وهناك عدد أقل بكثير في المنطقة الآن مقارنة بما كانت عليه عندما كانت الولايات المتحدة تحاول طرد تنظيم داعش من العراق، أو خلال سنوات الحرب السابقة، فيما كان هناك أكثر من 160 ألف جندي أمريكي في العراق وحده في عام 2007، خلال الحرب التي أعقبت الغزو الأمريكي.
الآن لا يوجد سوى حوالي 2500 جندي أمريكي هناك، متمركزين في منشآت مثل قاعدة الأسد الجوية في الصحراء الغربية للعراق، لدعم الجيش العراقي.
يوجد حاليًا حوالي 900 جندي أمريكي متمركزين في سوريا، حيث يدعمون القوات الكردية ويعملون على تطبيق العقوبات الأمريكية ضد حزب الله، وهي جماعة مقرها لبنان وتدعمها إيران.
يتم نشر بعض هذه القوات في حامية التنف في جنوب شرق سوريا، والتي تخدمها نقطة حدودية في الأردن، البرج 22. ويتمركز حوالي 350 من أفراد الجيش والقوات الجوية في البرج 22، الموقع الذي قُتل فيه الجنود الأمريكيون الثلاثة. ضربة الطائرة دون طيار.
معظم الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط موجود في بلدان لها علاقات طويلة الأمد مع واشنطن. وفي قاعدة جوية في الأزرق بالأردن، تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2000 جندي، بالإضافة إلى قوات العمليات الخاصة والمدربين العسكريين. ويوجد نحو 13500 جندي أمريكي متمركزين في الكويت، وآلاف آخرين في دول من بينها البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وقطر، التي ساعدت في بناء قاعدة جوية تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية.
الضربات الانتقامية
أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، في تصريحاته يوم الأحد، على أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على الميليشيات المدعومة من إيران في منطقة الشرق الأوسط، تمثلت في بداية استجابة محتملة ومستدامة، مشيرًا إلى عدم استبعاد شن ضربات على الأراضي الإيرانية.
وأوضح جيك سوليفان أن الضربات التي جرت ليلة الجمعة، استهدفت 85 هدفًا في العراق وسوريا، وجاءت كرد على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، مشيرًا إلى أن هذه الضربات تمثل بداية الرد الأمريكي، وليست نهايته، مشيرًا إلى وجود مزيد من الخطوات المحتملة، بما في ذلك الخطوات غير المرئية، مؤكدًا على أن الهدف من هذه الرسالة الواضحة هو إظهار قوة الاستجابة الأمريكية عندما تتعرض قواتها للهجوم ويقع ضحايا أمريكيين.
وفي حديثه على قناة NBC في اليوم التالي لضربات جوية أمريكية وبريطانية منفصلة خلال الليل ضد أهداف الحوثيين في اليمن، رفض سوليفان ثلاث مرات فرصة لاستبعاد توجيه ضربات إلى إيران نفسها، وهو ما سيكون تصعيدًا كبيرًا ظلت الولايات المتحدة مصممة على تجنبه حتى الآن.
كما طالبت شخصيات بارزة في الحكومة العراقية، كثير منها مقرّب من إيران، بإنهاء وجود القوات الأميركية في بلادها، زاعمين أن واشنطن تأخذ المنطقة إلى حافة الهاوية.
ومن المقرر مناقشة الضربات الأمريكية في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين في نيويورك.
ومن المتوقع أن يقول الدبلوماسيون الأمريكيون إن الضربات جاءت دفاعا عن النفس، وإن القوات الأمريكية في العراق موجودة بناء على طلب الحكومة العراقية.