"نحو مجتمعات آمنة".. مبادرة حقوقية للحد من انتشار الأسلحة
أطلقت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان وعلى هامش انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية لبرنامج العمل المتعلق بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة في الفترة من 12 إلى 16 فبراير 2024، مبادرة حقوقية تحت عنوان "نحو مجتمعات آمنه" وذلك بهدف مكافحة الانتشار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة، لما لها من آثار سلبية على المجتمعات لا سيما في حالات الصراعات والنزاعات المسلحة، ويتضمن ذلك الحد من تدفق الأسلحة الصغيرة والخفيفة إلي التيارات الإرهابية والجماعات المسلحة والإجرامية، فضلًا عن الحد من وصول المدنيين للأسلحة بشكل غير مشروع، وذلك لأن أغلب عمليات القتل يتم تنفيذها بأسلحة غير مشروعة تكون في حيازة المدنيين، مع تعزيز المساءلة والشفافية بشأن عمليات النقل القانوني للأسلحة الصغيرة والخفيفة ودعم الدول للامتثال للآليات الدولية والإقليمية المتعلقة بعمليات تنظيم حيازة واستخدام الأسلحة الصغيرة والخفيفة، وتستمر المبادرة حتي نهاية العام 2024.
وفي هذا السياق أشار أيمن عقيل الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت أن الأسلحة الصغيرة والخفيفة تسهل ارتكاب طائفة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، منها القتل، والتشويه، والعنف الجنسي، والاختفاء القسري، والتعذيب، وتجنيد الجماعات المسلحة الإجباري للأطفال، موضحًا أن هناك أكثر من 700 شخص يموتون يوميًا بنيران الأسلحة الصغيرة فهي الأسلحة المٌفضلة للجماعات المسلحة والتيارات الإرهابية والعصابات الإجرامية، وذلك لأنها رخيصة الثمن ويسهل حملها ونقلها وإخفاؤها، وأفاد عقيل بأن هذه المبادرة تطمح إلي تجديد الجهود للحد من الانتشار غير المسئول للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، ومنع وصولها للجماعات المسلحة والتيارات الإرهابية، فمع كل يوم يمر لا نتحرك فيه تٌزهق المزيد من الأرواح وتقع الانتهاكات الجسيمة ويعيش المدنيين في حالة من الرعب الدائم.
فيما أكد محمد مختار مدير وحدة القانون الدولي الإنساني بمؤسسة ماعت على أن توافر الأسلحة الصغيرة والخفيفة وذخائرها خلال الصراعات المسلحة يساهم في تأجيج العنف الجنسي تجاه النساء والفتيات، فحوالي من 70 إلى 90 في المائة من حوادث العنف الجنسي المتصل بالنزاع استٌخدم فيها أسلحة صغيرة وخفيفة، موضحًا أن أحد الأهداف الهامة للمبادرة هو تعزيز عمليات مشاركة النساء والفتيات في الحد من انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة، وأضاف مختار على المجتمع الدولي التحرك لمنع إزهاق مزيد من الأرواح وإنهاء حالة الرعب الدائم الذي يعيش فيها المدنيين بسبب توافر الأسلحة الصغيرة والخفيفة.