لماذا تثير رفح المخاوف في الحرب بين إسرائيل وحماس؟

أثار احتمال وقوع هجوم كبير آخر على رفح انتقادات من الولايات المتحدة ودول أخرى، مع تزايد المخاوف بشأن مصير أكثر من مليون لاجئ فلسطيني لجأوا إلى الملاذ الآمن الوحيد المتبقي في القطاع. 

وكانت إسرائيل قد حذرت في فبراير من أنها سترسل قوات برية إلى رفح ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين بحلول شهر رمضان.

ما هي رفح؟

رفح هي المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، وتقع بالقرب من الحدود مع مصر التي يبلغ طولها 12 كيلومترًا، وهي نقطة العبور الرئيسية إلى مصر. وفي حين تم إنشاء المعبر بشكل أساسي للمشاة، فإنه يستخدم الآن لنقل المساعدات الحيوية إلى غزة، على الرغم من أن الأعمال العدائية المستمرة تعيق توزيعها.

هناك معبر آخر في المنطقة يسمى كرم أبو سالم، رغم أنه يخضع لسيطرة إسرائيل وقد تم إغلاقه إلى حد كبير أمام المساعدات الإنسانية طوال فترة الصراع.

ما أهمية معبر رفح؟

عندما بدأت إسرائيل غزوها لغزة في أكتوبر من العام الماضي، نظم الجيش ما يسمى بالممرات الآمنة للناس للابتعاد عن القصف الأولي والمعارك البرية في الشمال. لكن الجيش اندفع بعد ذلك جنوبا نحو مدينة خان يونس، وحاصر الآن ما يزيد على مليون شخص في منطقة رفح.

السلام مع مصر مهم بالنسبة لإسرائيل. وشهدت العلاقات هدوءا منذ أن وقع البلدان معاهدة سلام بوساطة أمريكية في عام 1979، مما أدى إلى انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. وفي المقابل، حافظت مصر على منطقة منزوعة السلاح على طول حدودها. ومع ذلك، ظلت التوترات بين الجانبين متصاعدة بعد أن اقترح مركز أبحاث إسرائيلي أن تفتح مصر صحراء سيناء أمام الفلسطينيين النازحين. 

كيف هو الوضع في رفح الآن؟

كانت رفح موطنا لنحو 280 ألف ساكن قبل الحرب وتستضيف الآن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة. وتظهر الصور مدينة مليئة بالخيام والمنازل المؤقتة في مجموعات مكتظة بالسكان حيث يواجه الناس نقصا في الغذاء والدواء وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. ووصفتها الأمم المتحدة بأنها "قدر ضغط اليأس". الظروف ليست أفضل بكثير في أماكن أخرى في غزة.

ما هو المنظور الإسرائيلي؟

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيكون "من المستحيل" تحقيق هدف تدمير حماس إذا انسحبت إسرائيل مما يقول إنها آخر معقل لكتائب الحركة في رفح. ويقدر مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن ما بين 5000 إلى 8000 من مقاتلي حماس متحصنون هناك.

حذر جو بايدن إسرائيل من المضي قدمًا في توغل أوسع في رفح دون خطة لحماية المدنيين، ووصف ردها على هجمات 7 أكتوبر بأنه "مبالغ فيه". وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة بشأن ارتفاع عدد القتلى في غزة.

وفي مصر؟

ومصر هي إحدى الدول العربية التي أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل وذلك بعد أعوام من الصراعات مع إسرائيل انتهت بتحقيق مصر لنصر حرب أكتوبر المجيدة خلال عام 1973.

ولعبت دورا في التوسط بين مصر وحماس في محاولة لإنهاء الحرب، واستضافت القاهرة محادثات وقف إطلاق النار. 

وقد يشكل الغزو البري لرفح أيضًا مشكلة بالنسبة لأمن مصر، نظرًا لاحتمال فرار مقاتلي حماس عبر الحدود.