صحيفة أمريكية: الحرب على الإرهاب عادت
هذا العام، والذي تخللته الإحاطات الإعلامية المعتادة حول روسيا والصين استمع أعضاء الكونجرس أيضًا إلى رسالة مختلفة وغير مرحب بها على الإطلاق. لقد عاد الصراع الذي أطلق عليه ذات يوم "الحرب على الإرهاب" بشكل جيد وحقيقي، حسب " ناشونال أنترست".
مثلما ألهم الانسحاب المتسرع لإدارة بايدن من أفغانستان قبل ثلاث سنوات جيلًا جديدًا من الجهاديين، فإن النجاح المروع الذي حققته حماس إن الهجوم ضد إسرائيل (الذي أدى إلى أكبر مذبحة لليهود منذ المحرقة) قد بث حياة وحيوية جديدة في مجموعة واسعة من الفصائل الإسلامية المتطرفة.
أبلغت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن "كل من تنظيم القاعدة وداعش، مستوحين من هجوم حماس ضد إسرائيل، وجها مؤيديهما لشن هجمات ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية". علاوة على ذلك، فإن تصرفات حماس الآن "تحفز الأفراد للاستفادة من المحنة الفلسطينية للتجنيد والإلهام لتنفيذ الهجمات".
لكن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا أيضًا. ففي إفريقيا، على سبيل المثال، أدت الفوارق الهائلة في الموارد، والحرمان الاقتصادي واسع النطاق، والأنظمة الضعيفة بشكل مزمن، إلى توليد تقلبات هائلة ومنح الإسلاميين موطئ قدم هم في أمس الحاجة إليه.
في الوقت نفسه، تحقق جهة فاعلة أخرى، تابعة لإيران، مكاسب استراتيجية هائلة. تبرز إيران بسرعة باعتبارها المستفيد الرئيسي من الفوضى الإقليمية المنتشرة في الشرق الأوسط.
كما استغل قادة إيران ما اعتبروه فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط حسب مصلحتهم".
في الوقت الراهن، فإن أميركا غير مستعدة على الإطلاق لمثل هذا الانبعاث. في السنوات الأخيرة، تراجعت جهود مكافحة التطرف الإسلامي إلى "منافسة القوى العظمى" مع الصين الصاعدة والمتشددة على نحو متزايد (وكذلك روسيا العدوانية العسكرية)، وكان لذلك تأثيرات عميقة.
تضاءلت ميزانيات الدفاع ذات الصلة مع قيام صناع السياسات في واشنطن بإعطاء الأولوية بشكل متزايد للقتال التقليدي على العمليات الخاصة والصراعات منخفضة الحدة. بنفس القدر من العمق، توقفت مكافحة الإرهاب عن كونها مبدأ تنظيميًا مهمًا في تخطيط السياسة الأمريكية.
كل هذا يتطلب من واشنطن إعادة التركيز بشكل جدي على مكافحة الإرهاب والقيام بذلك دون تأخير.