الغارديان: إسرائيل تحصل على معلوماتها عن قادة حماس من مصدر رفيع المستوى في الحركة

من المتوقع أن يصل المفاوضون الإسرائيليون إلى قطر وسط جهود جديدة مكثفة لوقف الحرب في غزة على الأقل مؤقتا، بعد أن تخلت حماس عن مطالبها الرئيسية بوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بعد سلسلة من الانتكاسات.

في الأيام الأخيرة، أصيبت المنظمة المتشددة بخيبة أمل بسبب فشل دعواتها للقيام بموجة من الاحتجاجات خلال شهر رمضان المبارك، وغضبها من تعيين السلطة الفلسطينية لرئيس وزراء جديد دون التشاور معها. كما عانت من احتمال مقتل قائد عسكري رئيسي في غارة جوية إسرائيلية على غزة.

أدت هذه التطورات إلى إضعاف موقف حماس التفاوضي حتى مع استمرار ارتفاع عدد الضحايا في غزة واستمرار تزايد الغضب العالمي.

قالت مصادر قريبة من حماس إن قادتها يدركون الآن أنهم بحاجة إلى إظهار "انتصار كبير" للفلسطينيين لتجنب رد فعل شعبي بعد الدمار الهائل والخسائر في الأرواح خلال خمسة أشهر من الحرب. قال أحد المصادر: "إنهم يعرفون الآن أنهم بحاجة إلى إثبات أنهم يقفون حقًا إلى جانب الشعب".

على الرغم من أن المنظمة متمسكة بمطلبها بإطلاق سراح ما بين 500 و1000 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية مقابل 40 من أكثر من 100 رهينة إسرائيلية يعتقد أنها تحتجزهم في غزة، إلا أنها أسقطت مطلبها بالإفراج عنهم مقابل وقف دائم لإطلاق النار وقالت إنها ستقبل وقفا مبدئيا للأعمال القتالية مدته 40 يوما.

يعتقد المسؤولون الإسرائيليون الآن أن مروان عيسى، نائب القائد العسكري لحركة حماس في غزة، قتل في غارة جوية قبل أسبوع استهدفت مجمع أنفاق أسفل مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة. 

توقفت جميع أنظمة اتصالات حماس بين كبار القادة - والتي تعتمد على التطبيقات والمراسلات المشفرة - لأكثر من 72 ساعة بعد الغارة، كما حدث في عدة مناسبات سابقة عندما قُتل كبار قادة حماس.

قال الخبراء إن الضربة التي استهدفت عيسى، أحد المنظمين الرئيسيين للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، تشير إلى أن إسرائيل تحصل على معلومات من مصدر رفيع المستوى في المنظمة.

قال آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق والمحلل الإقليمي:

"كان على إسرائيل أن تعرف أين ومتى كان عيسى يختبئ، وأنه سيبقى هناك حتى يوافق مجلس الوزراء على إطلاق العملية، وكان سيتعين عليها التأكد من عدم وجود أي أسرى إسرائيليين محتجزين بالقرب من المكان"، وهو ما كان يخبرهم به مصدرهم في حماس.

أضافت مصادر على اتصال بالحركة ومحللين إن المفاوضات أحدثت انقساما في حماس. والانقسام الرئيسي هو بين قادتها في غزة، الذين خططوا لهجوم العام الماضي، وأولئك الذين يعيشون في المنفى في قطر وتركيا ودول أخرى في الشرق الأوسط، والذين تم تحذيرهم فقط من أن عملية كبيرة وشيكة ولكن لم يتم إخبارهم بتفاصيلها.