هدف أشعل حربا| من كلاسيكو الأرض للمغرب والجزائر.. قصص صراعات سياسية أضرت بكرة القدم
نظريا وعلميا تختلف كرة القدم أو الرياضة بشكل عام عن السياسة بمختلف دول العالم، وعلى الأرجح هذا هو السائد في أنحاء المعمورة.
ولكن هذا مجرد حديث بينما الواقع يختلف تماما، حيث يؤثر الصراع السياسي على لعبة كرة القدم، وشكلت تلك الصراعات أزمات عديدة في اللعبة الأشهر.
وكان التأثير الأخير للصراع السياسي على كرة القدم، ما حدث بين فريق اتحاد العاصمة الجزائري ونظيره نهضة بركان المغربي، والذي أسفر عن إلغاء المواجهة التي كانت ستجمع بين الطرفين في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية.
أزمة مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة
شهد ملعب 5 جويلية في الجزائر، أمس الأحد، أزمة بين فريقي نهضة بركان المغربي واتحاد العاصمة، تسببت في عدم إقامة اللقاء.
وبدأت الأزمة عندما رفضت السلطات الجزائرية القمصان الخاصة بفريق نهضة بركان، كونها تحمل خريطة الصحاري المغربية وهي محل نزاع بين البلدين.
ورغم دخول فريق اتحاد العاصمة أرض الملعب لإجراء عمليات الإحماء، إلا أن لاعبي نهضة بركان رفضوا إجراء عمليات الإحماء أو الظهور على الملعب، والأمر نفسه بالنسبة لطاقم التحكيم ومراقب المباراة.
وتقرر عدم إقامة المباراة، خاصة أن فريق نهضة بركان رفض ارتداء قمصان جديدة وفرها الاتحاد الجزائري لا تحمل الخريطة.
الجدير بالذكر أنه هناك صراعا سياسيا بين الجزائر والمغرب على الصحراء الغربية منذ عام 1976، حيث تعتبر دولة المغرب الصحراء المغربية أرضًا لها، فيما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو الانفصالية والمعترفة باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.
ولا يزال الصراع السياسي بين الدولتين على الصحراء الغربية جاريا حتى تلك اللحظة.
جماهير برشلونة تطالب باستقلال إقليم كتالونيا
في إسبانيا كرة القدم والسياسة يرتبطان ارتباطا وثيقا، فإذا تحدثت في الأمور السياسية الإسبانية على الفور تدخل الرياضة الكتالونية في موضوع الحديث.
وإذا خضنا في حديث عن كرة القدم الكتالونية ترتبط بالأذهان فكرة انفصال الإقليم عن إسبانيا وتبعياته الرياضية.
وكرة القدم ليست بمنأى عن الأزمة السياسية التي تشهدها إسبانيا على خلفية الاستفتاء بشأن استقلال كتالونيا، الذي دعا إليه سياسيون مؤيدون للانفصال.
في بداية الصراع أسفر عن انتصار دولة إسبانيا بضمها إقليم كتالونيا عام 1939، بعد معركة شرسة أدت في النهاية إلى تبعية الإقليم للدولة الإسبانية.
وأخيرا أجرى أبناء الشعب الكتالوني استفتاء على انفصال الإقليم عن إسبانيا، وانتهى بانتصار كتالوني كاسح بنسبة وصلت إلى 90% مؤيدين للانفصال.
وإقليم كتالونيا له حكومة مركزية خاصة به بعيدا عن الدولة الإسبانية، وأيضًا له برلمان خاص، كما أن القميص الثاني لفريق برشلونة دائما ما يرمز بعلم كتالونيا، المتلون بالأحمر والأصفر.
كل هذا أدى بالتبعية إلى عداء واضح بين أندية الإقليم وفرق العاصمة الإسبانية مدريد، وهو ما يظهر جليا خلال المواجهات المباشرة بينهما، وبالأخص بين كبير كتالونيا برشلونة وابن العاصمة الأكبر ريال مدريد.
ومن هنا فإن العداوة التاريخية بين الغريمان ريال مدريد وبرشلونة، بدأت سياسية، فالفريق الملكي يمثل العاصمة الإسبانية مدريد، بينما البلوجرانا هو كبير العائلة الكتالونية، إذا فالصراع بينهما هو سياسي في الأساس قبل أن يكون رياضي.
وأعرب نادي برشلونة مرارا وتكرارا في بيانات رسمية عن تأييده للأفراد والكيانات والمؤسسات التي تعمل لضمان حقوق كتالونيا، ومواطني الإقليم بشأن حق تقرير مصيرهم.
وفي المقابل تعالت أصوات في مدريد تطالب بحرمان برشلونة وأندية كتالونيا الأخرى من المشاركة في الدوري الإسباني لكرة القدم "الليجا"، وأصدر المسؤولين قرارات تفيد بمنع أندية الإقليم من المشاركة في الليجا.
الصراع بين إنجلترا والأرجنتين
وكان من أبرز الصراعات السياسية التي أثرت على كرة القدم، الصراع بين إنجلترا والأرجنتين على جزيرة الفوكلاند في عام 1833، حيث أثر هذا الصراع على كرة القدم خاصةً في مونديال 1966 الذي شهد العديد من الشغب في المواجهات التي جمعت بين الفريقين بسبب تلك الأزمة.
وفي عام 1982 قامت الحرب بين الطرفين، والتي انتهت بهزيمة القوات الأرجنتينية مما أدى إلى استمرار سيطرة إنجلترا على الجزيرة، وفي نفس العام تم تنظيم قرعة كأس العالم، فيما حاول المنظمون إبعاد المنتخبين عن المشاركة مع بعضهما البعض، وعلى الرغم من ذلك استمر الشغب بين الطرفين.
إنجلترا واسكتلندا
صراع كبير دار منذ مئات السنين على إثر انقسام شمال إنجلترا وجنوبها، خلف لنا صراعًا دائمًا من منتخبي إنجلترا وإسكتلندا على مدار السنوات وحتى عصرنا هذا.
الانقسام السياسي انعكس بعالم المستديرة، فكانت مباريات كرة القدم هي متنفس الشعوب لإثبات تفوقها، حتى أنه تم شحن لاعبي إسكتلندا في بداية الأمر على ضرورة الفوز باعتباره انتصارًا سياسيًا وليس كرويًا فقط.
في يورو 2020، التقى المنتخبان وسبق المباراة ضجة كبيرة وتوقعات، لكنها مرت بسلام.
هدف أشعل الحرب
هذه المرة كرة القدم هي ما أشعل الحرب بين الهندوراس والسلفادور، إذ تعود الواقعة لعام 1969، عندما تنافست كلا البلدين على التأهل لكأس العالم المكسيك 1970، في المباراة الأولى فازت الهندوراس 1-0، وفي المباراة الثانية، فازت السلفادور 3-0، وتبقت مباراة واحدة حاسمة بينهما، والتي انتهت في الأشواط الإضافية بنتيجة 3-2 لصالح السلفادور لتشتعل الأمور بعدها.
وبعد تأهل السلفادور، نزل المواطنون بالهندوراس للاعتداء على السلفادوريين وطردهم من البلاد، بجانب أن الحكومة قررت منع امتلاك السلفادوريين لأراضي زراعية بها وهجرت بعضهم، ومن هنا اشتعلت الحرب، التي راح ضحيتها الآلاف على مدار أربعة أيام.