نيتنياهو.. المهووس بالحرب للحفاظ على بقاءه
لا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة، على الرغم من التوسلات الأمريكية لإسرائيل بعدم وسيع رقعة الصراع بما يهدد مصالح واشنطن والغرب وحتى إسرائيل نفسها، لكن يأبي نيتنياهو أن يستمع لأي نصائح سواء من الدول الإقليمية أو العربية أو حتى الولايات المتحدة التي تحمي نيتنياهو شخصيًا بشكل خاص وإسرائيل كلها بشكل عام.
يعلم نيتنياهو جيدًا أن الحرب الإسرائيلية على غزة فشلت في تحقيق أهدافها، فلم ينجح نيتنياهو ولا جيشه المدجج بالسلاح والمزود بأحدث أنواع التكنولوجيا في إعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس والفصائل الفلسطينية، وهو ما وضعه في موقف حرج أمام عائلات الأسرى، الذين يطالبونه بإبرام صفقة تبادل أسرى في أسرع وقت ممكن لإعادة ذويهم، علاوة على الاحتجاجات التي تظهر في شوارع إسرائيل الرئيسية للمطالبة بإقالة نيتنياهو وحكومته بالكامل.
لكن نيتياهو يعلم أيضًا أن نهاية الحرب توازي نهاية نيتنياهو نفسه، خاصة وأنه سيخضع لتقييم شامل عن آداءه خلال الفترة الماضية، في أعقاب اجتياح الفصائل الفلسطينية للأراضي المحتلة في السابع من أكتوبر الماضي، والفشل الاستخباري الكبير لإسرائيل أمام فصائل مسلحة بأسلحة غير متطورة لا تتكافئ مع تطور الأسلحة الإسرائيلية.
علاوة على ذلك فإن نيتنياهو يواجه عدة قضايا فساد في المحاكم الإسرائيلية، والمعطل النظر فيها بسبب استمرار رحى الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية من جانب، وإسرائيل وإيران وأذرعها من جانب آخر، ولذلك فمن مصلحة نيتنياهو الاستمرار في الحرب للاستمرار في المشهد السياسي، قبل أن يشهد أخيرًا نفس مصير سفله أرئيل شارون، مجرم الحرب الشهير.