توحد مائدة المصريين.. سر الاحتفال بـ "شم النسيم" وتناول الفسيخ والبيض الملون

متن نيوز

ترتبط أعياد شم النسيم عند المصريين باحتفالات وكرنفالات مختلفة، اعتادوا عليها سنويًاوهو احتفال تخرج فيه العائلات المصرية إلى المتنزهات والحدائق العامة وأماكن الترفيه ويتناولون أكلات مخصصة لهذا اليوم تحديدا، وتندرج ضمن طقوسه مثل الفسيخ والبصل والبيض الملون.

 

ويُعد عيد شم النسيم من أفضل الأعياد التي احتفل بها المصري منذ قديم الأزل وهو ما جعلها من الأعياد المميزة، وهو عيد طقسي أي أنه يخص طقوس وعادات المصريين الذين اعتادوا على قضاء اليوم بتفاصيل معينة.

 

وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهى كلمة مصرية قديمة، وهو عيد يرمزعند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون.

 

وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

 

وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمى كبير، فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس فى برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.

 

وفي تلك اللحظة يحدث شىء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.

 

 

سبب الاهتمام بالبيض الملون

أصل هذا الاحتفال مصري فرعوني والاهتمام بالبيض به يرجع إلى أنه يرمز إلى خلق الحياة من الجماد عند الفراعنة، وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" – إله الخلق عند الفراعنة- وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التى شكلها من الجماد، ولذلك فإن تناول البيض في هذه المناسبة، يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين.

وكان قدماء المصريين ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها فى شرفات المنازل أو فى أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم، وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض.

 

سر تناول الفسيخ

أما الفسيخ أو "السمك المملح" فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية فى الاحتفال بالعيد فى عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة فى حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، وقد ذكر "هيرودوت"، المؤرخ اليونانى الذى زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها، أن المصريين كانوا يأكلون السمك المملح فى أعيادهم.

 

البصل وإرادة الحياة

كذلك كان البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل فى المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم. وكان الخس من النباتات المفضلة فى ذلك اليوم، وقد عُرِف منذ عصر الأسرة الرابعة، وكان يُسَمَّى بالهيروغليفية "عب"، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة، فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم.

 

و أيضًا، من الأطعمة التى حرص قدماء المصريين على تناولها في الاحتفال بعيد "شم النسيم" نبات الحمص الأخضر، وهو ما يعرف عند المصريين باسم "الملانة"، وقد جعلوا من نضوج ثمرة الحمص وامتلائها إشارة إلى مقدم الربيع.