بين الرومانسية والشفافية والشهامة.. كيف أنور وجدي ترك بصمة قوية في عالم الفن بالعالم؟
انور وجدي.. كانت وفاة أنور وجدي صدمة كبيرة لعشاق السينما وللمجتمع الفني بأسره. فلقد ترك بصمة قوية في عالم الفن المصري والعربي، ورحيله ترك فراغًا كبيرًا.
أنور وجدي ولد في 11 أكتوبر 1904 لأسرة بسيطة في حلب، ثم انتقلت الأسرة إلى مصر.
بدأ أنور وجدي حياته الفنية على خشبة المسرح، حيث عمل في فرقة رمسيس المسرحية، ثم اتجه إلى عالم السينما، حيث قام بتقديم أدوار متنوعة كممثل ومخرج ومنتج وكاتب، ونجح في كل هذه المجالات بنجاح كبير.
أسس أنور وجدي شركة الأفلام المتحدة للإنتاج والتوزيع السينمائي في عام 1945، وقدم من خلالها العديد من الأفلام الناجحة، بما في ذلك سلسلة من الأفلام التي شارك في بطولتها مع الفنانة الكبيرة ليلى مراد، مثل "قلبي دليلي"، "عنبر"، "غزل البنات"، وغيرها.
كما قدم الفنانة الصغيرة فيروز في عدة أفلام من إنتاجه.
في عام 1954، قدم أنور وجدي فيلم "أربع بنات وضابط"، وكان هذا الفيلم هو آخر أفلامه قبل وفاته.
تميزت أدوار أنور وجدي بالرومانسية والشفافية والشهامة، وكان يجسد شخصيات ذات ملامح إنسانية قوية، ونجح في كسب قلوب جمهور السينما من خلال هذا التحول الهائل في أدواره.
بين ليلى فوزي وليلى مراد
زواج أنور وجدي من ليلى مراد كان من بين أهم الأحداث في حياته الشخصية، ورغم ذلك كان لديه عدة زيجات أخرى، ومن بينها زواجه من الفنانة ليلى فوزي.
عندما التقى الفنان الراحل أنور وجدي بحب حياته ليلى فوزي لأول مرة، كانوا يعملون معًا في فيلم "من الجاني"، وكانت ليلى تُمثل في الفيلم تحت إشراف والدها، الذي كان يحافظ عليها بشدة. منذ اللحظة الأولى، أعجب أنور بجمالها وأناقتها، وقرر أن يقدم لها دعوة لتناول العشاء في منزله.
خلال العشاء، ألمح أنور لوالد ليلى أنه يشعر بالوحدة ويرغب في شريكة لحياته، وعندما فهمت والدة ليلى ذلك، رحبت بفكرة الزواج بينهما بشدة. بدأ أنور يزور منزل ليلى بانتظام، واستمرت هذه الزيارات لمدة شهرين، وكانت تحت إشراف وحضور من أفراد العائلة.
تم تحديد موعد للخطبة بين أنور وجدي وليلى فوزي، ولكن أسرة ليلى اعترضت، معتبرة أن أنور غير مستقر ومتقلب في قراراته، فقرروا إرسال رسول ليخبره أن ليلى صغيرة السن ولا يمكن تزويجها منه، لكن ليلى كانت محبطة للغاية من هذا القرار وقررت الهروب مع أنور.
تمكنت ليلى من الهرب من رقابة والدها، وأبلغت أنور أنها مستعدة للهروب معه والزواج، لكن أنور خشي على مستقبلهما وطلب منها أن تعتبر الأمر منتهيًا، خاصة أن دخله في ذلك الوقت كان محدودًا للغاية.
على الرغم من هذه التحديات، تطورت العلاقة بين أنور وليلى مراد، وأعلنا زواجهما بعد مشهد زفة العروسين في فيلم "قلبي دليلي"، استمر زواجهما لمدة 7 سنوات، قبل أن ينفصلا بسبب خلافات شديدة.
أما ليلى فوزي، فقد تزوجت المطرب عزيز عثمان بموافقة والدها، ولكن الحب الذي كانت تشعر به نحو أنور لم يختف من قلبها.
عادت الحياة لأنور وليلى فوزي بعد فترة، حيث حقق الفنان الراحل أمنيته بالزواج من الفنانة ليلى فوزي، لكن الفرحة لم تدم طويلًا، حيث أصابته مشكلات صحية تفاقمت بمرور الوقت.
كان أنور وجدي يعاني من مرض وراثي في الكلى، الذي تسبب في وفاة والده وشقيقاته، ولم يكن هناك علاج له في ذلك الوقت.
في أواخر حياته، سافر إلى السويد للعلاج، لكن جهود الأطباء لم تنجح في إنقاذه، حيث فقد بصره وساءت ذاكرته، وتوفي وهو في الواحد والخمسين من عمره.
رحيل أنور وجدي كان خسارة كبيرة لعالم الفن، ولكل من عرفه وأحبه، ولا يزال إرثه الفني حاضرًا في ذاكرة السينما المصرية والعربية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1