مصطفى حمزة: مصر نجحت في القضاء على الإرهاب بالقوتين "الصلبة" و"الناعمة"
قال مصطفى حمزة، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن مصر نجحت في محاربة الإرهاب باستخدام القوتين الصلبة والناعمة، مشيرًا إلى أن القوة الصلبة تضمنت المواجهة العسكرية والأمنية على أكثر من محور من المحاور الاستراتيجية، مثل المحور الشمالي الشرقي والمحور الغربي، من خلال أكثر من عملية عسكرية، مثل العملية نسر 1 ونسر 2 مرورًا بعملية حق الشهيد، انتهاءً بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 التي نجحت في دحر الإرهاب في سيناء.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن العملية العسكرية الشاملة نجحت في القضاء على أكثر من 500 إرهابي، وتصفية ما يزيد على 1000 مشتبه به، وضبط أكثر من 20 مليون قرص من المواد المخدرة، وتدمير 20 نفق، كان يستخدمها الإرهابيون، بالإضافة لعدد كبير من العربات العسكرية، وكميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة.
وأشار إلى أن الدولة المصرية نجحت في القضاء على العديد من الحركات الإرهابية مثل حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وكذلك "لواء الثورة"، و"أجناد مصر"، وغيرها من التنظيمات التي كانت تُمارس الإرهاب ضد الدولة المصرية بمختلف محافظاتها.
وأوضح حمزة أن القوى الناعمة متمثلة في أكثر من مؤسسة على رأسهم مؤسسة الأزهر الشريف، الذي أعدَّ مراصد مختلفة لرصد أنشطة وتحركات التنظيمات الإرهابية، والرد على الفتاوى المتشددة، وتم إعداد هذه المراصد بأكثر من لغة، لمواجهة التنظيمات الإرهابية الناطقة بغير العربية، وهو الأمر نفسه الذي فعلته دار الإفتاء المصرية.
وأشار الباحث في التنظيمات الإرهابية إلى أن وزارة الأوقاف وضعت عدة شروط لمن يتحدث في الشأن الديني منها أن يكون أزهريًا أو حاصلًا على معهد إعداد دعاة تابع لوزارة الأوقاف على أن يكون الترخيص مؤقتًا، ويُجدَّد بعد ذلك لضمان أن يظل الداعية مؤهلًا.
وألمح إلى القوة الناعمة التي وظفتها الدولة المصرية من خلال الدبلوماسية التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان حريصًا على طرح قضية مكافحة الإرهاب في كافة المؤتمرات الإقليمية والدولية، لزيادة التعاون الدولي في هذا المجال، مؤكدًا أنه استطاع إعادة مصر إلى حضن إفريقيا مرة أخرى، بعد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، الذي كان قد جمد عضويتها بعد 2013 بسبب ما كان يروجه التنظيم الدولي للإخوان من كذب عن مصر.
وأضاف أن الإعلام المصري كان أحد أدوات القوة الناعمة، حيث لعب دورًا كبيرًا في توعية المواطنين وكشف حقائق جماعة الإخوان الإرهابية، وتوضيح خطورة ما كان يحدث على الأرض.
وأشار حمزة إلى أن الاستراتيجية المصرية لمحاربة الإرهاب ربطت هذه المواجهة بالتنمية الشاملة والمستدامة، وفقًا لتعريف الأمن القومي الذي وضعته كلية الدفاع الوطني، وهو توفير أكبر قدر من الحماية والأمن لتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية الإقليمية والعالمية.