الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
booked.net

إلى إين تتجه نهاية الحرب في أوكرانيا؟ (تحليل سياسي)

متن نيوز

بعد مرور حوالي عامين ونصف على الحرب في أوكرانيا ما زالت توقعات الباحثين والمحللين السياسيين والعسكريين حول مآلات هذه الحرب  تتراوح بين سيناريوهات متغيرة ومتناقضة.


بدأت الحرب كما هو معروف في مطلع عام 2022م، بهجوم روسي واسع النطاق، حقق مكاسب كبيرة في الأراضي الأوكرانية... ومع ذلك لم تكن النتيجة طموحة وسهلة وسريعة كما خططت لها موسكو...مما شجع الغرب إلى تسليح أوكرانيا ودعمها بكل الوسائل العسكرية والتقنية والمالية والسياسية بما في ذلك البشرية، ليس فقط للدفاع عن ما تبقى من الأراضي الاوكرانية، بل ولشن هجوم مضاد على القوات الروسية.


وضعت لهذا الهجوم الأوكراني المضاد أهداف غير واقعية، ادى فشله إلى إحباط معنويات الأوكرانيين.


ارتكبت أوكرانيا أخطاء عدة، خاصة بعدما ظلت عالقة في باخموت لفترة طويلة، ما جعلها تفقد العديد من القادة ذوي الخبرة.


إذا، لم يكن الافتقار إلى الغطاء الجوي وحده هو الذي أضر بالهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا. 

مع نهاية العام الماضي وخلال هذا العام  تتقدم روسيا بقوة على خط المواجهة، موظفة استراتيجية الاستفادة من ميزة خمسة إلى واحد في المدفعية والذخيرة، وفائض القوة البشرية المعززة باستخدام أسلحة جديدة.
 

غرض الهجمات الروسية المتكررة ليس فقط التقدم للأمام بمكاسب صغيرة تراكمية، بل لمحاولة اختراق خطوط الدفاع الأوكرانية والاستيلاء على مدن وقرى اوكرانية أخرى والحاق خسائر فادحة بتسليح وقوام الجيش الأوكراني بما في ذلك الأسلحة الغربية النوعية. 


بالنسبة لأوكرانيا ڤإن أحد اهم التحديات التي تواجهها هو أن الروس يمكنهم اختيار المكان الذي يرسلون إليه قواتهم في خط أمامي طويل جدا يصعب على الأوكرانيين الدفاع عنه بأكمله.


النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن روسيا ستحقق مكاسب متواصلة، لكن الحسم أمامها ما زال بعيدا....ومع ذلك مجرى الحرب يتحول لصالح روسيا.


من بين السيناريوهات المرشحة أنه إذا استمر الوضع الحالي دون أي تغيير، فستخسر أوكرانيا في النهاية، لأن روسيا لديها تفوق شامل بالقوة والعتاد والاقتصاد.

أما السيناريو الثاني فسيتحقق إذا تخلّى الغرب عن أوكرانيا، حيث ستقاتل كييف لوحدها، لكن عشرات الآلاف من الأوكرانيين سيموتون، وفي نهاية المطاف ستخضع أوكرانيا بأكملها لروسيا، وستصبح مرة أخرى تابعة لموسكو.


ستؤدي هزيمة أوكرانيا إلى  ارتفاع الخبرة القتالية لدى الجيش الروسي، ما سيشجعه على الزحف إلى المنطقة المجاورة لحدود حلف شمال الأطلسي "الناتو" تحت مبرر حماية الأمن القومي الروسي.


لذلك يبقى الحل السياسي الواقعي هو الخيار الأفضل لكل من أوكرانيا وروسيا معا.