حفل تنصيب بزشكيان.. كيف اتضحت سياسة خامنئي داخل إيران؟
تنفيذ رئاسة بزشكيان وأوامر خامنئي
أقيم يوم الأحد 28 يوليو الحفل البارد والصامت لتنفيذ وتعيين بزشكيان كرئيس للنظام، والذي حاولوا إضفاء الدفء عليه، هذه المرة بايقاعات الموسيقى والعزف لخلق أجواء رومانسية. بالطبع، اشترط الولي الفقيه للنظام الكهنوتي في الحفل استمرارار تنفيذ رئاسة بزشكيان بما يتماشى مع نهجه الذي سماه ب”الصراط المستقيم للاسلام والثورة”.
وكتب خامنئي في مرسومه: “تكريسًا لإرادة الشعب العظيم، أنفّذ أصواتهم في اختيار الشخصيّة الحكيمة، الصادقة، الشعبيّة والعالمة، جناب السيّد الدكتور مسعود بزشكيان، وأقلّده منصب رئاسة جمهوريّة إيران الإسلاميّة”، لكنه ذكره في الجملة التالية: “ألفت إلى أنّ رأي الشعب وتنفيذي يستمرّان ما دام نهج جنابه هو الصراط المستقيم للإسلام والثورة!”
وردا على هذا القرار الذي تلاه الملا كلبايكاني خادم خامنئي، أكد بزشكيان إخلاصه لأطر النظام وذكر خميني وغيره من رموز نظام الجريمة والنهب، قائلا: “أحيي ذكرى الإمام خميني والفريق قاسم سليماني، وأحيي رجايي وباهنر ورئيسي، وجميع خدام النظام، وأنا ممتن لفضل وحكمة المرشد الأعلى”.
وأضاف: “مهمتي وحكومتنا المستقبلية هي الالتزام بالرؤية التي حددها القائد المعظم والسياسات العامة التي أعلنها”.
لكن خامنئي لم يكتف بهذا الرضوخ والإخلاص أو الجمل الفضفاضة التي ذكرها هو نفسه في الأمر التنفيذي، وشرح في خطابه معنى وشرح عبارتي “الصراط المستقيم للإسلام” و”الثورة” اللتين وردتا في المرسوم التنفيذي. وللتأكيد على ذلك بأكبر قدر ممكن، قجم التوصيات والتعليمات التالية لبزشكيان:
“الاستفادة من القدرة الهائلة للشعب”، وهو ما يعني في ثقافة ولاية الفقيه، رفض توسل الإصلاحيين بالولايات المتحدة. و”العمل الجهادي” على غرار ما كان يفعله إبراهيم رئيسي حيث أكد أن “رئيسي كان جهاديا ولم يكن يعرف ليلا أو نهارا”، أي تنفيذ عمليات إعدام على مدار الساعة، وخلال فترة ولاية رئيسي، وصل عدد الإعدامات إلى رقم قياسي بلغ 834 في عام واحد. وشدد خامنئي على أن “مواجهة مؤامرات العدو المعقدة والمتنوعة على مدار السنوات الثلاثين الماضية أحبطها العمل الجهادي لمدة 40 عاما”.
وأضاف خامنئي ضرورة “تفاعل أركان الدولة” و“مساعدة البرلمان للحكومة” مما يعني أن البرلمان يجب أن يكون حريصا على منع ارتكاب الحكومة للأخطاء. وأضاف الخليفة الرجعي: “يجب على الحكومة الاعتماد على حساسيات البرلمان”، داعيا بزشكيان وحكومته إلى الانصياع للبرلمان وحساسياته. وفي هذا الصدد، ربط خامنئي بزشكيان برئيسي السلطتين الآخريين تحت قيادته، مضيفا” “اجتماعات رؤساء السلطات الثلاث فرصة جيدة جدا، وأنصح كما نصحت الرؤساء السابقين، ومسؤولو السلطات حاضرون الان، أنصح بأن تؤخذ هذه الاجتماعات لرؤساء السلطات الثلاث وتبادل وجهات النظر على محمل الجد”. هذا شيء جيد جدا”.
ثم ذكر خامنئي للرئيس الجديد موقف القضاء للنظام وقوات الحرس في مواجهة الانتفاضة، قائلا: “يجب أن يكون للقضاء وجود فاعل أينما دعت الحاجة”، مضيفا: “يجب أن تكون القوات المسلحة موجودة أينما احتاجتها الحكومة والشعب بحاجة إليها، وفقا لواجباتها”.
وفي السياسة الخارجية، وضع خامنئي أمير عبد اللهيان، ربيب الجلاد قاسم سليماني، مثالا لبزشكيان وأمر: “يجب أن تستمر أنشطة وجهود أمير عبد اللهيان”.
في النهاية، واستكمالا لتعليماته، ذكر خامنئي غزة كحل لمشاكل النظام وأزماته، قائلا: “القضية الأخيرة هي غزة. اليوم [غزة] هي قضية عالمية. اليوم، قضية فلسطين وقضية غزة هي قضية عامة في العالم”.
وبهذه الأوامر، أوضح خامنئي أن سياسته في قمع الشعب داخل البلاد وإثارة الحروب والإرهاب في المنطقة والبرنامج النووي من قبل حكومة بزشكيان ستستمر كما في الحكومات السابقة، وأنه لا يوجد تغيير في هذه السياسات في الأفق.