كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الدماغ؟.. 3 مناطق رئيسية تتأثر سلبًا
كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الدماغ؟ سؤال يدور في أذهان العديد من الأشخاص إما الذين تأثروا بالفعل بصدمات عديدة في حياتهم، أو أنهم يعرفوا أشخاصا تعرضوا لصدمات قوية ولاحظوا عليهم تغيرات مزاجية بل وتغيرات عقلية في التعاملات الحياتية، لذلك نوضح لكم تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على الدماغ.
كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الدماغ
لكل من يتساءل كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الدماغ؟ فقد أوضحت الدراسات الطبية، أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على الدماغ في ثلاث مناطق رئيسية، القشرة الجبهية الأمامية، واللوزة الدماغية، والحُصين.
ويمكن أن يؤثر هذا على الحياة اليومية للشخص الذي تعرض للصدمة بعدة طرق، فعلى سبيل المثال، قد تتأثر استجابة الشخص للخوف، وقد يشعر بزيادة التوتر أو القلق أو المزاج السلبي وقد يواجه أيضًا صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء.
القشرة الجبهية الأمامية
تقع القشرة الجبهية الأمامية في الفص الجبهي من الدماغ، خلف الجبهة مباشرة، وهي مسؤولة عن مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك:
- الاهتمام والوعي.
- تفسير الأهمية والمعنى العاطفي لحدث ما.
- التنظيم العاطفي.
- تحديد الطريقة المناسبة للرد والتفاعل مع موقف ما.
- سلوكيات واعية واختيارية.
- تصحيح أو منع ردود الفعل أو السلوكيات غير الطبيعية.
وعندما يتعرض الشخص لصدمة وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، يصبح هذا الجزء من الدماغ غير نشط، أو أقل نشاطًا مما كان عليه قبل الصدمة، مما يؤثر بشكل مباشر على الوظائف المذكورة أعلاه.
اللوزة الدماغية
المنطقة الثانية التي تتأثر باضطراب ما بعد الصدمة في الدماغ هي منطقة اللوزة الدماغية، واللوزة هي جزء صغير من الدماغ على شكل لوز يقع في وسط الفص الصدغي، وهي مسؤولة عن التهديدات البيئية وتنشيط استجابة القتال أو الهروب، كما تساعد في تنشيط الجهاز العصبي الودي في حالة التهديد وتساعد في تخزين الذكريات العاطفية الجديدة المتعلقة بالتهديد بشكل صحيح.
وعندما تتأثر اللوزة بالصدمة، تصبح مفرطة النشاط، فهي تطلق فائضًا من النورإبينفرين في الدماغ، وهو هرمون ناقل عصبي يلعب دورًا في استجابة الجسم للقتال أو الهروب، والتي لا تستطيع القشرة الجبهية الأمامية تنظيمها بشكل مناسب، وهذا يؤدي إلى فرط اليقظة، وتغيرات النوم.
الحُصين
ويقع الحُصين في الجزء الخلفي من الدماغ في منطقة تعتبر مركز التعلم في الدماغ، ويكون هذا الجزء من الدماغ أصغر وأقل نشاطًا بالنسبة لأولئك الذين تعرضوا لصدمة، حيث يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة أو الصدمة على الطريقة التي يخزن بها هذا الجزء من الدماغ الذكريات، ويحل المشكلات، ويميز بين الأحداث التي وقعت في الماضي والحاضر.
والحُصين قادر على تسجيل الأحداث على مدار اليوم وتخزينها كذكريات مرتبة زمنيًا، ومع ذلك عندما تحدث صدمة، فإنها تجمد الحُصين، وعندما يحدث هذا، لا يتم تسجيل الحدث المؤلم وتخزينه، وبالتالي يمكن أن يعود في أي وقت ويجعل الشخص يشعر وكأنه يعيش الحدث مرة أخرى، وقد يتسبب هذا في أن يعيش الشخص في حالة مطولة من اليقظة المفرطة مع إظهار ردود فعل عاطفية قوية.