هل ماتت مفاوضات الهدنة في غزة وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية؟

متن نيوز

أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم ألقي باللوم فيه على إسرائيل مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أوسع نطاقا، وأدى إلى تهميش المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عشرة أشهر في غزة.

 

في الساعات التي أعقبت مقتل هنية في طهران، شكّك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في نجاح المحادثات المستقبلية. تساءل على منصة اكس “كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”.

 

قبل مقتل هنية، اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتأخير وقف إطلاق نار ممكن في غزة.

 

في وقت التقى وسطاء مصريون وقطريون وأميركيون مفاوضين إسرائيليين قبل أسبوع في روما، قالت حماس إن إسرائيل قدمت شروطًا جديدة للتوصل إلى اتفاق في خطوة تشكل تراجعا عن موقفها السابق.

 

أيد مجلس الأمن الدولي هذا الإطار التفاوضي. لكن إسرائيل قالت إن قيادة حماس هي التي عقّدت الاتفاق ونفت أن تكون قد أدخلت تغييرات على مسودة الخطوط العريضة.

 

أفاد موقع أكسيوس الإخباري الأميركي السبت، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن محادثات السبت في القاهرة بين الوفدين الإسرائيلي والمصري توقفت، مشيرا إلى أنها انتهت دون تحقيق تقدم.

 

قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريج، وهو محلل عسكري ومحاضر أول في الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن “حتى قبل مقتل هنية، لم تمنح الحكومة الإسرائيلية، وخصوصا (بنيامين) نتانياهو، أي ثقة للوسطاء خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية”.

 

أضاف أنّ “قتل هنية، والتصعيد في بيروت أيضًا، لا يشيران إلى أن إسرائيل مهتمة بصدق بوقف إطلاق النار”، في إشارة إلى اغتيال إسرائيل للقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء.

 

في الوقت نفسه، أوضح كريغ أن مقتل القياديين الكبيرين في حركتي حماس وحزب الله وغيرهما في مراحل سابقة، يمثل فرصة لنتانياهو “لبناء رواية النصر واستخدام ذلك كفرصة لخوض محادثات وقف إطلاق النار” من منطلق مختلف.

 

قال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية “كان هنية بالطبع المفاوض الرئيسي لكنه لم يكن قادرًا على اتخاذ أي قرارات دون موافقة الجميع من حوله”. وأضاف “كان هنية، بشكل ما، شخصية بمثابة جسر، وكان عمليًا، وأراد إنجاز صفقة… وبدا أنه يتصرف بحسن نية”.

 

قال هيلترمان إنه في أسوأ السيناريوهات الممكنة ومع وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجانب الإسرائيلي فإن “كل الرهانات ستصبح معطلة” بشأن استئناف محادثات الهدنة. وأضاف “ثم ندخل في حلقة خطيرة من التصعيد وفي خضمها لن تكون هناك أي محادثات لإطلاق سراح الرهائن أو لوقف إطلاق النار”.

 

في رأيه أنه حتى في حال وقوع هجوم أقل خطورة، “فإذا كانت اسرائيل قادرة على تحمل ذلك وأقنعتها الولايات المتحدة بتحمله… فإنه سيعطي نتانياهو سببًا إضافيًا للمماطلة”.