اتصالات مصرية مكثفة لاحتواء التصعيد في المنطقة
تسعى مصر لاحتواء الموقف في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد متغيرات كثيرة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دون أفق واضح بشأن التوصل إلى هدنة، علاوة على الوعيد الإيراني بضرب إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.
من جانبه أجرى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي اتصالًا هاتفيًا مع نظيره العراقي الدكتور فؤاد حسين.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، أن الوزير عبد العاطي أكد على الموقف المصري الداعم بشدة لأمن واستقرار العراق، وترحيب مصر الكبير بما شهدته السنوات الماضية من تطور في العلاقات المصرية/العراقية، وتعزيز للتضامن العربي مع العراق الشقيق.
وأردف المتحدث الرسمى، بأن الوزير عبدالعاطي استعرض جهود مصر في التعامل مع أزمة قطاع غزة، مجددًا التأكيد على حتمية التوصل لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ونفاذ المساعدات الإنسانية.
كما استعرض الجهود المضنية التي تضطلع بها القاهرة من خلال تكثيف الاتصالات مع كافة الأطراف المعنية لاحتواء التصعيد الذي تشهده المنطقة، والعمل من أجل الحيلولة دون اندلاع حرب شاملة تعصف بأمن واستقرار الإقليم.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، مشيدًا بالروابط التاريخية الوثيقة التى تربط بين الجانبين، والتى تستوجب استمرار التنسيق وتوحيد الرؤى والمواقف إزاء مختلف التحديات التي تواجه المنطقة.
كما أشاد بالدور الرئيسي الذي تضطلع به مصر لإنهاء الحرب على غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، إلى جانب جهودها الحثيثة لاحتواء التصعيد الجاري.
وفي السياق ذاته تلقى الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة اتصالًا هاتفيًا من "ديفيد لامى" وزير الشئون الخارجية وشئون الكومنولث والتنمية البريطاني.
وفى تصريح للسفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، أوضح أن الاتصال، والذى يعد الثانى في فترة قصيرة، يعكس العلاقات الهامة التي تربط مصر والمملكة المتحدة، أخذًا في الاعتبار الاهتمام المشترك لتبادل وجهات النظر والتقييمات إزاء تطورات القضايا الإقليمية.
وذكر المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة، أن الوزير عبد العاطى حرص خلال الاتصال على استعراض التطورات الخاصة بالحرب في قطاع غزة، وجهود مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية للقطاع، مؤكدًا على عدم وجود بديل عن حل الدولتين الذى يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة الأراضي، وأهمية اعتراف كافة الدول بالدولة الفلسطينية المستقلة حفاظًا على حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد للتوصل إلى السلام في المنطقة.
وأضاف السفير أبو زيد أن السيد وزير الخارجية حذر من خطورة استمرار الحرب في قطاع غزة، وما تؤدى إليه من توتر وتصعيد علي مسارح عديدة فى المنطقة، بما فى ذلك لبنان وأمن الملاحة فى البحر الأحمر، حيث أكد وزير الخارجية على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات التي من شأنها دفع الحكومة الإسرائيلية إلى التجاوب مع مساعي وقف الحرب بشكل فورى.
وأردف المتحدث الرسمي بأن الوزير د. عبد العاطى أطلع نظيره البريطاني على الاتصالات التي أجراها مع وزراء خارجية العديد من دول المنطقة وخارجها على مدار الأيام الماضية للعمل على احتواء حالة التوتر والتصعيد الحالية.
ومن جانبه، قدم وزير خارجية المملكة المتحدة الشكر على الجهود المصرية على كافة المستويات لحل الأزمات المتلاحقة فى الشرق الأوسط، خاصة وأن لمصر دور محورى كونها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار بالمنطقة، مثمنًا الاتصالات المكثفة التي أجراها وزير الخارجية والمساعى المصرية الحثيثة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة. كما أعرب الوزير البريطاني عن قلقه من خروج الوضع في لبنان عن السيطرة حيث أكد في هذا السياق على أهمية استقرار وأمن لبنان.
ومن ناحية أخرى، تطرق الاتصال إلى الأوضاع في السودان، حيث استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد، لا سيما مع استضافة مصر لأول مرة مؤتمر يجمع القوى المدنية والسياسية السودانية بالقاهرة منذ بداية الأزمة، والتأكيد المصرى على أهمية وقف إطلاق النار، وتحقيق النفاذ السريع للمساعدات الإنسانية للمدنيين في السودان. وقد أعرب وزير الخارجية البريطاني في هذا الصدد عن تقديره للجهود المصرية، وحرص على إطلاع الدكتور عبد العاطى باتصالاته مع نظيره الأمريكي بشأن الأوضاع في السودان خاصة مع تدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقم خطر المجاعة في السودان.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته مشيرًا إلى أن الوزيرين تبادلا التقييمات والتقديرات حول كيفية تخفيف حدة التوتر الإقليمي القائم ونزع فتيل الأزمة، وتم الاتفاق على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بشأن سبل تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة.