توازن القوى بين إسرائيل وإيران
في ضوء الحديث عن حرب موسعة بعد تبادل الهجمات والتهديدات بين إسرائيل وإيران، كيف يمكن أن تتأثر أطراف تلك الحرب حال اشتعالها؟، وفيما أعلن كل طرف ضرب أهداف عسكرية داخل أراضي الطرف الآخر، وهو تطور وتصعيد في الصراع بين الطرفين اللذان كانا حريصين على خوض حروب بالوكالة أو خارج أراضي الدولتين.
مؤشرات القوة لدى الطرفين:
أولا: من حيث النفقات الحربية ترصد إسرائيل، نفقات للدفاع أكثر مما ترصد إيران، ما يضمن لإسرائيل قوة كبيرة في حال نشوب أي صراع، ناهيك عن أنها تحظى بدعم وحماية مطلقة من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن ميزانية الدفاع الإيرانية في عامَي 2022 و2023 كانت حوالي 7.4 مليار دولار، بينما كانت ميزانية الدفاع الإسرائيلية في الفترة نفسها حوالي 19 مليار دولار – أي أكثر من الضِعف.
وبالمثل، تأتي نسبة ما تنفقه إسرائيل على دفاعاتها مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي – حوالي ضِعف النسبة في إيران، بواقع 4% للأولى و2% للثانية.
ثانيا: في مجال الدفاع الجوي والطيران والصواريخ:
تعتمد إسرائيل على نظام القبة الحديدية في التصدي لصواريخ وقذائف حزب الله، كما أن إيران نشرت بالفعل قائمة موسّعة بأهدافها، وربما حاولت بذلك تشتيت الانتباه، لكن إسرائيل ستجد صعوبة على أي حال، في تأمين كل الأهداف الإيرانية المحتملة".
من المتوقع أن تقوم إيران بتشجيع حزب الله على شن هجوم حدودي على غرار هجوم حركة حماس الذي شنته فجأة على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، لا سيما وأن الهجمات الصاروخية التقليدية تفشل في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية بسهولة.
لكن قد يكون الجيش الإسرائيلي هذه المرة أكثر استعدادا للتعامل مع هذا السيناريو. وقد تصعّد إسرائيل من هجماتها على جماعة حزب الله، من أجل خفض معنويات جنودها، فضلا عن التأثير على عتادها العسكري.
لدى إسرائيل 340 طائرة قتالية، ما يضمن لها التفوق في مضمار القصف الجوي الدقيق...بينما تمتلك إيران حوالي 320 طائرة قتالية، بعضها يعود إلى حقبة الستينيات من القرن العشرين، كما تضم طائرات من طراز إف-4 وأيضا إف-14، لذلك الحرب الجوية هي الخيار المفضل بالنسبة لإسرائيل.
تقع إسرائيل على مسافة أكثر من 2،100 كم من إيران، لذلك تعدّ الصواريخُ الطريقةَ الوحيدة التي يمكن أن تضرب بها إحداهما الأخرى.
ويعدّ برنامج الصواريخ الإيراني، الأضخم والأكثر تنوّعا في الشرق الأوسط، وكانت جماعة الحوثيين قد أطلقت صواريخ كهذه باتجاه الأراضي السعودية.
ثالثا: في المجال البحري: رغم تفوق عدد الوسائل الإيرانية على الاسرائيلية...إلا أن الأولى لا تستطيع خوض حرب بحرية حديثة وتنتصر فيها.
ويعدّ نظام الدفاع الإيراني أقل تطورًا على الصعيد التقني من نظيره الإسرائيلي.
رابعا على الصعيد النووي: إسرائيل تمتلك أسلحة نووية خاصة، لكنها تتبنى سياسة رسمية بالغموض المتعمد.
على الجانب الآخر، لا يُعتقد أن إيران تمتلك أسلحة نووية، لكنها تسعى إلى ذلك.
من حيث تعداد السكان والمساحة والجيش: فإن إيران تتفوق عدديا باضعاف مضاعفة على إسرائيل.
النقطة الأخيرة أن إيران تمتلك اذرعا عديدة في المنطقة اهمها الحوثيون وحزب الله اللذان يحاربان نيابة عن إيران في كل حروب المنطقة.