لماذا لم يبرم ليفربول أي صفقات الصيف الحالي؟

ليفربول
ليفربول

تستعد الأندية الأوروبية لانطلاق الموسم الجديد من الدوريات المحلية والقارية، عبر تعزيز صفوفها بلاعبين جدد، في الوقت الذي لم يبرم فيه نادي ليفربول الإنجليزي أي صفقة جديدة حتى الآن، ما يثير العديد من علامات الاستفهام.

وأنهى ليفربول الموسم المنصرم بلقب وحيد وهو كأس الرابطة الإنجليزية، بينما سقط من قطار المنافسة على البريميرليج في الأسابيع الأخيرة، وودع كذلك الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي، ويسعى الريدز في الموسم الجديد تحت قيادة آرني سلوت ومدير عمليات كرة القدم مايكل إدواردز، لبناء مشروع جديد.

ويخوض ليفربول منافسات الموسم الحالي تحت قيادة المدير الفني الهولندي آرني سلوت، بعد حقبة مميزة للألماني يورجن كلوب شهدت التتويج بلقبي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا بالإضافة إلى عدد من الألقاب الأخرى.

وتولى الهولندي أرني سلوت تدريب ليفربول في صيف 2024 خلفًا للألماني يورغن كلوب، الذي ترك منصبه بعد قرابة 9 سنوات حول فيها الريدز من أحد فرق منتصف الجدول إلى عملاق ومنافس شبه دائم على الدوري الممتاز.

ورغم ارتباط ليفربول بضم أكثر من لاعب خلال الميركاتو الجاري، إلا أن جميعها كانت مجرد تكهنات فقط.

ويعتبر ليفربول أقل الفرق إنفاقا للأموال من بين الدوريات الخمس الكبرى هذا الصيف، وهو الفريق الوحيد في الدوريات الأوروبية الكبرى الذي لم يضم أي لاعب حتى الآن.

وتكشف الأرقام أن معدل إنفاق ليفربول في المواسم العشرة التي سبقت هذا الموسم تبلغ 102 مليون يورو سنويا على التعاقدات الجديدة كل صيف، ومع ذلك بلغ صافي الإنفاق على اللاعبين الجدد 45.2 مليون يورو فقط.

ويعتمد النادي الإنجليزي في السنوات الأخيرة على بيع بعض اللاعبين من أجل إبرام صفقات جديدة ولا يميل إلى إنفاق أموال ضخمة.

وآثار غياب ليفربول عن إبرام أي صفقات حتى الآن تساؤلات كثيرة لدي مشجعي النادي الإنجليزي.


لماذا لم يبرم ليفربول صفقات حتى الآن؟


تشير التقارير الواردة من الصحافة الإنجليزية إلى أن أرني سلوت أراد منذ اليوم الأول النظر في اللاعبين المتاحين أمامه قبل اتخاذ أي قرارات تخص سوق الانتقالات الصيفية.

وقد نجحت الكتيبة التي صنعها المدرب يورجن كلوب في قراءة أفكار سلوت بشكل جيد حتى الآن، ما نتج عنه تحقيق نتائج إيجابية على مستوى المباريات الودية.

وقد أكد كلوب قبل رحيله في تصريحاته الأخيرة عن مستقبل ليفربول أن: "هذا الفريق به الكثير من الإمكانيات، الجودة لا تزال موجودة، لكنه يمكن أن يتطور".

ويؤمن كلوب بأنه ترك ليفربول في وضع أفضل بكثير مما وجده عليه حين جاء إلى أنفيلد في أكتوبر 2015.

ولا يعني ذلك أن سلوت لن يقرر إبرام صفقات جديدة، فهو سيفعل هذا الأمر بالطبع لكن ليس الآن، فعليه أولًا مراجعة الأسماء الموجودة أمامه على أرض الملعب ثم اتخاذ القرارات بشأن رحيل لاعب أو ضم آخر.


منظومة ليفربول


حين يتعلق الأمر في سوق الانتقالات الصيفية بناد بحجم ليفربول فإن هناك تسلسلا هرميا يرتبط بإدارة النادي والمدير الرياضي ريتشارد هيوز، ورئيسه المشرف على العمليات مايكل إدواردز.

إن منظومة ليفربول تعمل في صمت من أجل إعادة بناء فريق جديد، وذلك بالطبع بالتعاون مع المدير الفني الهولندي مثلما كان يحدث من قبل في سنوات يورغن كلوب.

ويفضل ليفربول سياسة الدراسة المتأنية للصفقات والتي تعتمد على عدة عناصر منها الحاجة الفنية في مراكز بعينها وإحصائيات وأرقام اللاعبين التي يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي.


الفريق يمتلك الكثير من الجودة


ويمثل مانشستر يونايتد مثالا حيا للريدز على أن كثرة إبرام الصفقات وإنفاق الأموال لا تعني على الإطلاق النجاح، بل في أحيان كثيرة قد تؤدي إلى سنوات متوالية من الفشل.

ليفربول يتميز كذلك بامتلاك الأساس في العناصر الفنية المتاحة، رغم حقيقة حاجة الفريق للتعزيز في أكثر من مركز مثل لاعب الوسط المدافع ومدافع القلب، لكن لا يزال أمام النادي فرصة لإتمام أكثر من صفقة.

ويرى هيوز أن ليفربول بإمكانه أن يبرم صفقات خلال شهر أغسطس الحالي رغم حقيقة أن هذا لم يحدث حتى الآن.

وأوضح هيوز في تصريحات نشرها موقع "ذا أتلتيك" البريطاني: "حين يبدأ شهر أغسطس سيكون أمام المدربين الكثير من العمل، وهنا قد نجد بعض الصفقات وسرعة في العملية".

وفي النهاية فإن ما يقوم به ليفربول قد وضح في تصريح مهم لمدربه سلوت جاء فيه: "أعتقد أن لدينا الكثير من الجودة، والطريقة التي لعب بها الفريق الموسم الماضي كانت مثيرة للإعجاب بالفعل، لذلك سنبني على ذلك".