الحرس الثوري الإيراني.. دولة داخل دولة فهل يغير بزشيكان المعادلة؟

متن نيوز

مشاكل إيران كثيرًا ما تثبت أنها أكثر تعقيدًا مما يتوقعه قادتها الجدد. ولكن العقبة الأكبر التي يواجهها الرؤساء الإيرانيون هي أنهم يتحملون المسؤولية دون سلطة. ومع وجود قطاعات كبيرة من الحكومة والاقتصاد تحت سيطرة النخبة الدينية في إيران وبالتالي فهي بعيدة عن متناول السياسيين، فإن الرؤساء قادرون على التأثير على لهجة الحياة الإيرانية أكثر من جوهرها. 

 

إن النظام الإيراني عبارة عن نظام هجين، مقسم بين القادة المنتخبين وغير المنتخبين، والأخيرون هم الذين لديهم دائمًا باليد العليا.

 

مع ذلك، فإن فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران في الخامس من يوليو/تموز أعاد الأمل داخل وخارج البلاد في أن الأمور قد تكون مختلفة هذه المرة. قد يساعد بيزيشكيان الإيرانيين على الفوز بمزيد من الحرية الاجتماعية، وقد يكون قادرًا على منح البلاد بعض الراحة من العقوبات الغربية الساحقة. ولكن مثل هذه الإنجازات لن تبشر باتجاه أكثر اعتدالًا لإيران. 

 

على نحو متزايد، فإن الموقف العدواني لإيران وعزلتها عن الغرب لا يحركه المؤسسة الدينية فحسب، التي أصبحت قوة متضائلة، بل وأيضًا المؤسسة الأمنية، وخاصة فيلق الحرس الثوري، الذي حشد نفوذًا هائلًا على حكومة البلاد واقتصادها. 

 

ينبغي أن يثير هذا قلق أولئك الذين يأملون في نهج أكثر تصالحية من طهران: فإيران التي يمارس فيها الحرس الثوري الإسلامي سلطة أعظم سوف تصبح إيران أكثر عزلة ــ وإيران الأكثر عزلة سوف تصبح إيران أكثر خطورة.

 

أكثر من أي فصيل آخر في إيران، يستفيد الحرس الثوري من العزلة. الواقع أن الاقتصاد الإيراني الخاضع لعقوبات شديدة يدر مليارات الدولارات من عائدات التهريب التي تهيمن عليها الجماعة. وهذه الأموال، بدورها، تدعم شبكات المحسوبية المحافظة وتمول وكلاء إيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط الذين يشكلون ما يسمى محور المقاومة. 

 

في واقع الأمر، يدير الحرس الثوري مخطط بونزي معقدا يعمل على إدامة سلطة ونفوذ قِلة مختارة على حساب الإيرانيين العاديين. وهذه الحقيقة، أكثر من أي مقاومة أبدتها النخبة الدينية لبيزيشكيان، سوف تشكل العقبة الأكثر أهمية أمام أي جهد يبذله نحو الإصلاح والاعتدال.