الجنوب العربي.. واحة الاستقرار التي يهددها الحوثي والقاعدة وداعش
يعرف القاصي والداني أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران أغارت على مؤسسات الدولة اليمنية خلال أحداث الربيع العربي ما بعد 2011، وانتهزت إيران الفرصة من أجل تقديم دعم عسكرية ولوجيستي للحوثيين ومن يناصرهم من التنظيمات الإرهابية لدعم الحوثي في السيطرة على مقاليد السلطة في اليمن بشكل عام، وهو ما نجحت في إيران وذراعها الحوثي وبدأت تحركها من صعدة في الشمال للسيطرة على مقدرات الشعب اليمن.
الزبيدي والحراك الجنوبي
وبالرغم من اهتراء الوضع الداخلي في اليمن، وبروز عدة قوى متصارعة في عموم البلاد، إلا أن اللواء عيدروس الزبيدي، وهو السياسي والعسكري اليمني ابن محافظة الضالع، والذي كان يتولى منصب محافظ عدن في الفترة من عام 2015 حتى 2017، استطاع أن يجدد دماء السياسة في اليمن، وتبنى قضيته العادلة التي تهدف إلى استعادة دولة الجنوب مرة أخرى، وجعل مناطق الجنوب واحة الاستقرار في موج مضطرب من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اليمن منذ سقوط حكم علي عبد الله صالح، وحتى صعود الحوثيين في الشمال.
الزبيدي الذي سبق أن تعرض لأربع محاولات اغتيال بعربات مفخخة على يد تنظيم داعش الإرهابي، وأعفاه الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، عاد إلى موطنه وأسس المجلس الانتقالي الجنوبي، ودعا من خلاله إلى استعادة دولة الجنوب مرة أخرى، والتي سبق أن اتحدت جبرًا مع دولة الشمال بفعل التخادم الذي تم بين الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وقوى أخرى أبرزها الحوثيين أنفسهم وتنظيم القاعدة الإرهابي.
عمليات عسكرية لتحرير الجنوبي
ومنذ بدء الزبيدي عمله العسكري في الجنوب من خلال إعادة تنظيم صفوف القوات المسلحة الجنوبية مرة أخرى، وفرق الإسناد الاستراتيجية وأهمها ألوية العمالقة، استطاع أن يحرر محافظات الجنوب كافة من التموضعات الحوثية، وكذا تموضعات عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وكذلك تنظيم داعش، ما جعل من مناطق الجنوب واحة الأمن والاستقرار حتى للحكومة الشرعية التي كان يجب أن تتخذ من مناطق الشمال عاصمة لها، وكان من أبرز تلك العمليات العسكرية العملية "سهام الشرق" التي استهدفت تحرير الجنوب من تنظيم القاعدة، وهو ما دعا التنظيم للعودة مرة أخرى في ذكرى العملية لاستهداف الجنوب.
وبسبب كل تلك الإنجازات، والتي يعد أبرزها وجود مقر الحكومة في مدينة عدن بالجنوب، لعدم قدرتها على الزحف العسكري تجاه الشمال وتحريره من الحوثيين، عادت محاولات القوى الإرهابية مرة أخرى لتهديد أمن الجنوب من عمليات عسكرية تستهدف تمركزات القوات المسلحة الجنوبية كما حدث في مديرية مودية خلال اليومين الماضيين، علاوة على مقتل قائد الحزام الأمني في أبين حسين الرابض على يد عناصر تنظيم القاعدة.