بعد غزو كورسك واقتحام الأراضي الروسية.. ماذا ستفعل أوكرانيا بعد ذلك؟

متن نيوز

فاجأت قوات الرئيس زيلينسكي روسيا، ولكن الآن يتعين على كييف اتخاذ قرارات تكتيكية صعبة بشأن متى وكيف تنسحب

 

بعد ما يقرب من أسبوعين من غزوها الجريء لغرب روسيا، تواجه أوكرانيا معضلة تكتيكية: إلى متى تبقى، ومتى تنسحب وكيف تفعل ذلك بأمان مع الاحتفاظ بالميزة الاستراتيجية طويلة الأجل.

 

كان عبور الحدود ومفاجأة الكرملين أمرًا مباشرًا نسبيًا. تحت غطاء منطقة حدودية كثيفة الغابات، والتي كانت محروسة بشكل غير كافٍ من قبل قوات حدودية عديمة الخبرة وخفيفة التسليح، واجهت أقوى وحدات القتال في أوكرانيا مقاومة قليلة.

 

لكن مع وجود موسكو الآن في حالة تأهب قصوى بعد بداية بطيئة، فما مدى صعوبة عودة ما يقدر بنحو 10 آلاف جندي أوكراني ومئات المركبات ببساطة عبر الحدود؟

 

أعلنت كييف أنها لا ترغب في احتلال الأراضي الروسية التي تم الاستيلاء عليها بشكل دائم ولكنها تأمل أن يؤدي وصول الآلاف من الجنود المجهزين تجهيزًا جيدًا والمدربين على مهارات الأسلحة المشتركة على الطراز الغربي إلى إجبار موسكو على تحويل تركيزها بعيدًا عن شرق أوكرانيا وإقناع الرئيس بوتن في النهاية بالتفكير في التفاوض لإنهاء الحرب.

 

مع ذلك، إذا لم يقدم بوتن أي تنازلات ورفض قبول المفاوضات، إلا بشروطه، فلن يكون أمام كييف بديل سوى البقاء في كورسك والتقدم أكثر لزيادة الضغط على موسكو. وتحسبًا لهذا السيناريو، أنشأت أوكرانيا "مكتب قائد عسكري" في كورسك المحتلة كدليل على خط المواجهة الجديد الذي يواجه موسكو.

 

على الرغم من النجاحات العسكرية، لم تسر كل الأمور في صالح أوكرانيا. فقد واصلت القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا، مهددة بالاستيلاء على أراض جديدة، وخاصة في منطقة بوكروفسك الاستراتيجية داخل إقليم دونيتسك. 

 

في مرحلة ما، قد تكون الوحدات الأوكرانية التي أثبتت كفاءتها القتالية الآن في كورسك مطلوبة في الوطن أو قد تخاطر بترك فجوات ضعيفة في شرق أوكرانيا تستغلها القوات الروسية.

 

سترغب كييف في الاحتفاظ بالأراضي الروسية التي استولت عليها لأطول فترة ممكنة، كورقة مساومة مع موسكو، ولكن ستأتي لحظة، وخاصة إذا تمكن بوتن من شن هجوم مضاد واسع النطاق على قوات الاحتلال الأوكرانية في كورسك، عندما قد تبدأ توغلات كييف عبر الحدود في التعثر.

 

كما اكتشفت روسيا عندما شنت غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، فإن الدعم اللوجستي الموثوق به (الوقود والغذاء والذخيرة وقطع الغيار) يصنع الفارق بين النجاح العسكري والفشل.

 

حتى الآن، كانت القوات الأوكرانية في كورسك مجهزة تجهيزًا جيدًا. ولكن ماذا يحدث إذا بدأت القاذفات والمدفعية الروسية في قصف خطوط الإمداد؟

 

الانسحاب تحت النيران أو دون استراتيجية قد يكون قاتلًا لكييف. التاريخ مليء بالانسحابات الكارثية، مثل الانسحاب المذعور للقوات العراقية من مدينة الكويت في حرب الخليج عام 1991 عندما تم القضاء على قوافل المركبات المتجهة على الطريق السريع إلى سلسلة موتلا، بالقرب من الحدود العراقية، في كمين نصبته دبابات أبرامز الأمريكية وطائرات الهليكوبتر الهجومية أباتشي.

 

مع ذلك، تتمتع القوات الأوكرانية في كورسك بأربع مزايا مميزة: فهي تخطط للانسحاب فقط عندما تقرر قيادة كييف أن الوقت مناسب، سياسيًا واستراتيجيًا؛ ولديها القوة النارية، بما في ذلك أسلحة الدفاع الجوي، لحماية نفسها؛ هناك أرض مليئة بالغابات الكثيفة التي توفر الغطاء؛ وكان معهم مئات من أسرى المجندين الروس.