حفلات صاخبة في الشمال وصواريخ في الجنوب.. الواقع المنفصل للعيش في لبنان

متن نيوز

 

 

 

 انطلقت الألعاب النارية فوق هذا المنتجع الجبلي على بعد حوالي 50 ميلًا شمال الحدود مع إسرائيل، وتلألأت انعكاساتها في حمام سباحة بينما طلب الشباب خدمة الزجاجات ونفثوا السيجار. كان هناك ملهى ليلي مجاور على جانب الجرف يمتلئ باللبنانيين الأثرياء الذين يرقصون على موسيقى الديب هاوس ويشربون الكوكتيلات على طاولات تكلف 100 دولار للحجز، حسب وول ستريت جورنال.

 

لم يفعل تبادل إطلاق النار الكثيف بين إسرائيل وحزب الله يوم الأحد الكثير مما قد يقطع الأجواء.

 

يعيش لبنان واقعين. ففي حين تشهد مناطق الجنوب أعنف المعارك منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، مع مقتل أكثر من 500 شخص، معظمهم من مقاتلي حزب الله، يبذل لبنانيون آخرون قصارى جهدهم للعيش حياة طبيعية. ويشمل ذلك الهروب من الحرارة والتوتر للاحتفال في عالم موازٍ في الجبال.

 

قالت كارلا سالم، صاحبة متجر أزياء تبلغ من العمر 60 عامًا من بيروت، والتي كانت تزور شاليه العائلة في بلدة فاريا الجبلية في الصيف: "لقد كان الأمر دائمًا على هذا النحو. إنه المرونة التي تم دفعها إلى أقصى حد".

 

المشهد يخفي الشرق الأوسط على حافة الهاوية حيث امتد القتال في غزة إلى العنف على عدة جبهات. يواصل سكان العاصمة اللبنانية حياتهم حتى مع قلقهم من اندلاع حرب أوسع نطاقًا. في الجنوب، حيث تبادل حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ أكتوبر، يقول الناس إن الحرب قد بدأت بالفعل.

 

قال حافظ مصطفى، وهو مزارع يبلغ من العمر 47 عامًا فررت عائلته من قرية بيت ليف، على بعد أقل من ميلين من الحدود، في التاسع من أكتوبر: "يبدو الأمر وكأن الحرب قسمت السكان إلى نصفين، وأن سكان الجنوب وحدهم هم الذين يدفعون الثمن". وهم يعيشون الآن في ملجأ في مدينة صور الجنوبية. وقال مصطفى إن منزله دمر وأن أبقاره قتلت أو فرت.

 

لطالما كان لبنان دولة منقسمة حيث انقسم سكانه البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة بين مجموعة كبيرة من المعتقدات والطوائف التي تتأرجح بين صراع عنيف وأزمة سياسية إلى اخرى تعود إلى حرب اهلية استمرت خمسة عشر عاما في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.

 

على مدى سنوات، ظلت البلاد تحت سيطرة حكومة انتقالية ضعيفة تكافح من أجل توفير حتى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، ناهيك عن توحيد السكان أو الدفاع عنهم.