خبير دولي لـ"متن نيوز": رئيس إيران الجديد يواجه كوارث منذ اللحظة الأولى لولايته
أكد الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، اليوم، إن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي تسلم اليوم الثلاثاء رسميا منصب رئاسة الجمهورية في مراسم تقليدية بحضور الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني والمرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي ورؤساء السلطات الثلاث ورجال الصفوف الأول والثاني والثالث في البلاد، أغلبهم من رجال الدين والعسكريين.
وأضاف أبو النور، في تصريحات خاصة لـ"متن نيوز" أن إبراهيم رئيسي يبدأ ولايته الأولى ممسكا كتلا من الجمر المشتعل؛ نظرا لعدد من العوامل الخطيرة التي نادرا ما تجتمع أمام رئيس لإيران في اليوم الأول لولايته، ولعل الانتفاضة الأحوازية المشتعلة في جنوب غربي البلاد أولها.
;إلى جانب تلك الانتفاضة الأحوازية هناك مشاكل لم يسبق لها مثيل تواجه هذا "الرئيسي" تتلخص في أزمة الهجوم الذي استهدف الناقلة ميرسر ستريت قبالة ساحل سلطنة عُمان والذي تشير فيه أصابع الاتهام الدولية إلى الحرس الثوري الإيراني، كما تشير ردود الفعل الدولية إلى أنها لن تمر من دون إجراءات عقابية إسرائيلية أو دولية.
وتابع: "الأخطر والأهم أن روحاني أنهى ولايته أمس الإثنين 2 أغسطس بمقابلة تلفزيونية وخطاب أراد فيها غسل عباءته من خطايا القوتين التقليديتين في البلاد (المرشد + الحرس الثوري) واعترف فيه للمرة الأولى بأن إسرائيل قد سرقت بالفعل الأرشيف النووي الإيراني تماما كما أعلن نتنياهو من ذي قبل ونفت إيران على لسان عدد من مسؤوليها"، ملمحًا إلى أنه فضلا عما سبق يواجه إبراهيم رئيسي وضعا اقتصاديا داخليا مهترئا ومفاوضات صعبة للغاية حول محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي في فيينا مع الغرب، لاسيما بعد أن أقر روحاني أيضا أمس للمرة الأولى بأن أمريكا طلبت بالفعل بشكل حازم إدراج الدور الإقليمي الإيراني على جدول أعمال المفاوضات.
وأشار إلى أن ;كل ما سبق يجتمع للمرة الأولى أمام رئيس إيران في اليوم الأول لولايته إلى جانب اشتعال الملف الأكثر حساسية على الحدود الإيرانية الشرقية المتمثل في صعود طالبان إلى قمة المشهد في أفغانستان وتزعزع سلطة الرئيس الضعيف أشرف غني في كابول.
واختتم بقوله: "تشير تلك الأحداث مجتمعة إلى جانب تحليل محتوى كلمتي خامنئي ورئيسي اليوم في حفل التنصيب إلى أن الاهتمام بالسياسة الخارجية وتحسين علاقات إيران بدول الجوار والعالم لن يكون ذا أولوية على جدول هذه الحكومة التي أعلنت عدم ثقتها المطلقة في من وصفتهم بـ"الأجانب"، على العكس من خطابي الرئيس والمرشد في مثل هذا اليوم عام 2013، وسننتظر إلى بعد غد الخميس حين يلقي رئيسي خطابه أمام البرلمان لمعرفة حجم التحالفات وشكل التناقضات في الحكومة الإيرانية المقبلة".