إيران لن تتخلى عن حزب الله رغم مقتل نصر الله

خامنئي ونصرالله
خامنئي ونصرالله

بعد مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله وكبار قادته وتدمير الجزء الأهم من بنيته التحتية...يجدر بنا أن نتوقف قليلا عند تجربة هذا الحزب وأثرها المدمر على لبنان شعبا ودولة...وما المنتظر والمتوقع من جانب كل من هذا الحزب واسرائيل وايران؟

تأسس حزب الله في لبنان بدعم إيران في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين وبرز إلى واجهة الأحداث أثناء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان عام 1982.

إلا أن جذوره الفكرية تعود إلى ما يعرف ب "الصحوة الإسلامية الشيعية" في لبنان في الستينيات والسبعينيات التي شهدت صعود مرجعيات دينية في جنوب لبنان كمرجعية موسى الصدر، ومحمد حسين فضل الله.

بيد أن حزب الله لم يخف التزامه بعقيدة ولاية الفقيه التي وضع أسسها آية الله الخميني بعد انتصاره في إيران عام 1979م.

بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989، الذي وضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان، وطالب بنزع السلاح عن الميليشيات، اتجه حزب الله لإعادة تقديم جناحه العسكري على أنه قوة "مقاومة إسلامية" تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان، ما سمح له بالإبقاء على تسليحه.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، رفض حزب الله المطالب الداعية لنزع سلاحه.

وبعد أن فرض الجيش السوري التهدئة ووقف الاقتتال في لبنان عام 1990، دشن الحزب وجوده في الحياة السياسية اللبنانية. 

وفي عام 1992، استطاع المشاركة في الانتخابات العامة في لبنان لأول مرة.

في عام 2008، حاولت الحكومة اللبنانية إغلاق شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، وإقالة رئيس أمن مطار بيروت لعلاقته بالحزب، فرد حزب الله بالهجوم على أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت.

وضعت لبنان على شفا حرب أهلية جديدة، فاضطرت الحكومة للتراجع، وتوصلت لاتفاق تقاسم السلطة مع حزب الله وحلفائه أعطاهم نسبة الثلث المعطل الذي يمكن أن يشكل حق نقض "فيتو" يوقف أي قرار حكومي.


ومن حينها أصبح حزب الله شوكة خانقة للشعب والدولة اللبنانية، وفقدت لبنان تدريجيا استقلالها وسيادتها وأمنها واستقرارها ومعيشتها.

وتصنفه العديد من دول العالم في كل القارات كمنظمة ارهابية، وكانت الجامعة العربية أيضًا قد صنفته كمنظمة إرهابية قبل 8 سنوات.

وضع الحزب الآن:

يعاني هذا الحزب الان من صدمات ضربة تلو الأخرى، وقد تم بالفعل تفكيك هيكله القيادي، مع اغتيال أكثر من 12 من كبار قادته، كما تم تخريب سلسلة اتصالاته من خلال تفجيرات أجهزة «البيجر» وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بها، كما تم تدمير كثير من أسلحته في الغارات الجوية الإسرائيلية.

ماذا بعد؟

هناك العديد من الأسئلة الملحة: هل سيستلم هذا الحزب نهائيا؟ هل تهدف إسرائيل إلى القضاء عليه؟ هل ستتخلى عنه إيران تماما؟ والاجابة الأولية على كل هذه الأسئلة هي: لا.

نبدأ أولا بالاجابة على السؤال الثاني:

إسرائيل ومن خلفها أمريكا لا تريد القضاء التام على حزب الله، بل تريد اضعافه من أن يشكل أي تهديد امني عليها.

أما إجابة السؤال الأول: فمن تجربة هذه الحزب كاحد اهم الاذرعة الإيرانية في منطقتنا العربية...فإنه سيعيد تجميع قواه ليثبت أنه ما زال موجودا وحاضرا، وقد يجمع كلما أوتي من قوة باقية للقيام بعمليات ضد إسرائيل أشبه ما تكون بالانتحارية.

حينها ستجد إسرائيل مبررا أقوى لاحتلال لبنان...لكن هذا الاجتياح البري سيكون مكلفا لها ومرفوضا عربيا ودوليا.

أما إيران، فانطلاقا من تقييم تجارب سابقة واخرها اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في عاصمتها،فمن غير المتوقع أن تتدخل مباشرة أو حتى ترد على إسرائيل ردا قويا.،وقد تكتفي بما يمكن أن ترد بها أذرعها كالحوثيين والحشد الشعبي... وأيًا كان الرد الذي ستختاره إيران، فمن المرجح أن تكون حذرة فيه، بحيث لا يؤدي إلى إشعال حرب لا يمكنها أن تضمن الفوز بها.