العميد ثابت حسين صالح يكتب: ولي العهد السعودي مجددا في مصر
الزيارة الحالية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر تأتي في وقتها المناسب والمهم ليس فقط لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بل أنها جاءت في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بمرحلة دقيقة تتطلب تكثيف الجهد بين البلدين، اللذان يشكلان الركيزة الأساسية لأمن واستقرار المنطقة التي تعصف بها الازمات والحروب من كل جانب.
الحرب في غزة ولبنان والحرب في اليمن والتطورات في القرن الافريقي وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك هي محل بحث دائم بين البلدين.
وبشكل خاص وبالتأكيد ستنتهي الزيارة باتفاق في الرؤى بين القيادتين حول ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي في أسرع وقت ممكن، والتأكيد على التزام الدول العربية بحل الدولتين وحل الأزمة الفلسطينية حسب المرجعيات الدولية.
اقتصاديًا: تحتاج مصر التي تمر بأزمة إقتصادية متنامية إلى ضخ استثمارات سعودية وخليجية جديدة في مصر، حيث تلقت البلاد مؤخرا تدفقات كبيرة من التمويل الخارجي، بما في ذلك صفقة ضخمة بقيمة 35 مليار دولار مع شركة "إيه.دي.كيو" الإماراتية، أحد صناديق الثروة السيادية في أبو ظبي.
ووفقًا لتصريحات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في سبتمبر الماضي، تخطط السعودية لاستثمار 5 مليارات دولار في مصر، وهو مبلغ منفصل عن الودائع التي قدمتها المملكة للبنك المركزي المصري.
باختصار شديد هذه زيارة مُهمة وفي وقت استثنائي تمُر به المنطقة العربية، للتباحث حول كثير من القضايا الإقليمية والمحورية التي تقع محل الاهتمام المشترك بين القاهرة والرياض. كما يتم التأكيد على مكانة العلاقات الثنائية والتنسيق المُستمر بين البلدين على كافة الأصعدة.
قدر السعودية ومصر كاكبر واهم دولتين في المنطقة العربية أن يتحملا الوزر الأكبر في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة جراء الازمات والحروب المفتعلة من قوى إقليمية ودولية وبأدوات محلية مع الأسف.