أزمات الشرق الأوسط تحسم السباق الرئاسي الأمريكي بين ترامب وهاريس
تواصل أزمات الشرق الأوسط التأثير بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، حيث يسعى كل من المرشحين، كامالا هاريس من الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب من الحزب الجمهوري، إلى استقطاب الناخبين من مختلف الفئات، خاصة الناخبين العرب والمسلمين واليهود الأمريكيين.
تتسم حملة هاريس بتحديات كبيرة، حيث تحاول تحقيق توازن دقيق بين دعمها القوي لإسرائيل وانتقاداتها للخسائر المدنية في صفوف الفلسطينيين وغيرهم في الحروب الدائرة في غزة ولبنان.
وفي الوقت نفسه، يقف ترامب موقفًا أكثر تشددًا، مؤكدًا أن هذه الأزمات لم تكن لتحدث تحت قيادته، وأنه قادر على "إصلاح كل شيء" إذا أعيد انتخابه.
كلا المرشحين يدرك أهمية الفوز بأصوات الناخبين العرب والمسلمين واليهود، خاصة في الولايات الرئيسية مثل ميشيجان وبنسلفانيا التي تشهد سباقات انتخابية حاسمة.
وهاريس تعرضت للانتقاد بعد ظهور مقطع فيديو لها وهي تعلق على متظاهر مؤيد للفلسطينيين، حيث قالت إن "مخاوفه حقيقية"، وهو ما فُسر على أنه موافقة على وصف سلوك إسرائيل بأنه "إبادة جماعية".
وقد واجهت هذه التصريحات انتقادات حادة من السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين، إلا أن حملة هاريس سارعت إلى توضيح موقفها، مؤكدة أن نائبة الرئيس تتعاطف مع محنة المدنيين في غزة، لكنها لا تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.
في المقابل، استغل ترامب هذه الأزمات لترويج وعوده بالسلام والاستقرار. خلال مقابلات تلفزيونية مع قنوات عربية، أكد ترامب أنه قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الأمور "ستتحسن بشكل كبير" تحت قيادته.
كما نشر ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي يوم الاثنين منشورًا يتنبأ فيه بأن رئاسة هاريس لن تؤدي إلا إلى زيادة تفاقم الأوضاع في المنطقة.
في ظل هذه التوترات والانتقادات المتبادلة، يبقى من غير الواضح كيف ستؤثر مواقف المرشحين على الناخبين الأمريكيين، خاصة في ظل تعقيدات الشرق الأوسط التي تلقي بظلالها الثقيلة على المشهد الانتخابي الأمريكي.