المحادثة الروسية الألمانية اختراق نوعي في مسار الأزمة والحرب في أوكرانيا.
المحادثة التي استمرت ما يقارب الساعة، وكشف عنها الكرملين يوم أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس هي أول محادثة هاتفية مباشرة بينهما منذ ما يقرب من عامين.
تشكل هذه الخطوة التي جاءت بمبادرة من الجانب الألماني، تشكل تحولا نوعيا في العلاقات بين البلدين الأوروبيين الكبيرين، وربما سيكون لها تأثيرا بالغا على مسار الحرب الروسية الأوكرانية.
كانت العلاقات بين البلدين قد شهدت تدهورا كبيرا بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وصلت حد القطيعة وأصبحت غير ودية بالنسبة للجانب الالماني الذي اعتبر الحرب عدوانا روسيا على أوكرانيا...بينما اعتبرت روسيا الدعم الأطلسي بما فيه الدعم الألماني لأوكرانيا عدوانا على روسيا ومشاركة مباشرة لهذا الحلف في تلك الحرب.
كانت العلاقات بين روسيا والمانيا الموحدة منذ عام 1989 ودية وقائمة على المصالح المتبادلة، حيث كانت روسيا تحترم العقود الخاصة بتصدير الطاقة إلى ألمانيا بأسعار معقولة، كاكبر مستهلك لها في أوروبا.
وعلى الرغم من تماهي ألمانيا مع الموقف الأمريكي في دعم أوكرانيا بكل الوسائل العسكرية والاقتصادية...إلا أن ألمانيا لم تكن متحمسة أو راغبة في تأزيم الموقف واطالة أمد الحرب وتجاوز خطوطها الحمراء.
وهذا ما أثار حفيظة وغضب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من هذه المحادثة التي جرت بين الزعيمين الروسي والألماني.
اللافت أيضا أن هذه المحادثة جاءت مباشرة بعد فوز الرئيس الأمريكي رولاند ترامب بولاية جديدة وهزيمة الحزب الديمقراطي الذي كان الأكثر تشددا ضد روسيا والذي اتهمه ترامب بأنه اشعل ودعم الحروب العبثية واضعف موقف أمريكا ونفوذها وهيبتها.
ووفقا للجانب الروسي فإن بوتين أعرب عن انفتاحه على مواصلة المفاوضات لحل الصراع، ولكن وفقا للشروط التي حددتها موسكو من قبل.
وتشمل هذه الشروط تخلي أوكرانيا عن تطلعاتها للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي والاعتراف بخسارة الأراضي التي تطالب بها روسيا.