يوم الشهيد الإماراتي.. وفاء للأبطال وتقدير للتضحيات

يوم الشهيد الإماراتي
يوم الشهيد الإماراتي

 

في 30 نوفمبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات بـ "يوم الشهيد" تخليدًا لذكرى شهدائها الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، هذه المناسبة تعد لحظة وطنية تبرز التضحية العظيمة التي قدمها أبناء الإمارات للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، ولتعزيز رسالة السلام والدفاع عن المبادئ الإنسانية في شتى أنحاء العالم.

شهداء الإمارات

تتزامن ذكرى "يوم الشهيد" مع وفاء دولة الإمارات لشهدائها، الذين سطروا بدمائهم الزكية ملاحم من الشجاعة والإقدام، ففي هذا اليوم تستذكر الدولة جميع أبطالها الذين قدموا حياتهم في ميادين القتال داخل الوطن وخارجه، بداية من أول شهيد إماراتي، سالم بن سهيل بن خميس، الذي استشهد عام 1971 في هجوم إيراني على جزيرة طنب الكبرى، مرورًا بشهداء العمليات العسكرية والإنسانية التي نفذتها الإمارات في مختلف أنحاء العالم.

في عام 2024، ودعت الإمارات 9 من شهدائها، منهم من استشهدوا أثناء أداء واجبهم في العمليات العسكرية في اليمن والصومال، إضافة إلى ضحايا الأعمال الإرهابية في الخارج. 

في هذا السياق، أشادت وزارة الدفاع الإماراتية بتضحيات الجنود الذين رحلوا هذا العام، مؤكدة أن دمائهم الطاهرة ستظل خالدة في ذاكرة الوطن.

دور الإمارات العالمي

على الرغم من الحزن الذي يخيم في "يوم الشهيد"، إلا أن الإمارات تواصل جهودها في نشر السلام والاستقرار في العالم. فمن خلال وساطات دبلوماسية ناجحة، مثل التبادل الأخير للأسرى بين كييف وموسكو في أكتوبر 2024، تساهم الإمارات في تعزيز الجهود الدولية لإحلال السلام في مناطق الصراع. 

كما تواصل الدولة جهودها لحل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية، مستفيدة من علاقاتها الدولية الوثيقة.

وتعد عملية "الفارس الشهم 3" لإغاثة غزة أحد الأمثلة الحية على الدور الإنساني المتميز الذي تقوم به القوات المسلحة الإماراتية في مناطق الأزمات، هذا الدور يعكس السياسة الخارجية الإماراتية التي ترتكز على تعزيز الأمن والسلم العالميين.

رعاية أسر الشهداء

تؤكد دولة الإمارات في "يوم الشهيد" أن تكريم الشهداء لا يتوقف عند ذكرهم فحسب، بل يمتد إلى رعاية أسرهم وذويهم، تحت إشراف مباشر من القيادة الإماراتية، تُنفذ الدولة استراتيجية متكاملة لدعم الاستقرار الأسري لأسر الشهداء، حيث تشمل هذه الاستراتيجية توفير المسكن المناسب، والاهتمام بتعليم الأبناء، والرعاية الصحية الشاملة، إضافة إلى الدعم الاجتماعي والمهني.

وتولي القيادة الإماراتية، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، اهتمامًا خاصًا لأسر الشهداء عبر مبادرات إنسانية ومجتمعية تضمن حياة كريمة لهذه الأسر، هذه المبادرات تركز على توفير الفرص للأبناء ليصبحوا قادة متميزين في المستقبل، بالتوازي مع دعمهم في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية.

ويظل يوم الشهيد في دولة الإمارات مناسبة مميزة، تعكس عمق الولاء والانتماء للوطن، وتعيد التأكيد على أن تضحيات شهداء الإمارات لا تذهب سدى، فمن خلال هذه الذكرى تبرهن الإمارات على أنها لا تزال ماضية في تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للسلام والأمن في العالم، وأن شهداءها هم منارات تضيء الطريق للأجيال القادمة، وتلهمهم معاني الفداء والولاء، وتعزز روح التضحية في سبيل رفعة الوطن.